على مسائل في أصول العقيدة وفروع من مسائل الأحكام.
ففي مثل مسألة «الهداية والضلال» حيث زعم الذهبي أنّ مفسّرنا الجليل وافق المعتزلة في عقيدتهم ودافع عنها ، وهدّم ما عداها (١). إنما هو توافق محض ، ولعل الشيعة هم الأصل في هذا النظر ؛ لأنهم إنما أخذوها عن أهل بيت الرسالة ، ومنهم نشر العلم والمعرفة في أرجاء الإسلام.
وكذا مسألة «الرؤية» وإنكار تأثير السحر لو لا إذنه تعالى ، وهكذا مسألة «الشفاعة» ومعرفة حقيقة الإيمان ، وما إليها. فإنا نرى الذهبي أخذها دليلا على محاكاة الشيعة فيها لأصحاب الاعتزال ، ولعلّ الصواب العكس.
روح الجنان وروح الجنان لأبي الفتوح الرازي
هو جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي ، من أحفاد نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي. ونافع وأبوه بديل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واستشهد نافع ومات بديل في حياة الرسول ، وأخوه عبد الله بن بديل استشهد بصفين في ركاب علي عليهالسلام. كانت أسرته ممن هاجر إلى بلاد فارس وسكنت في مدينة نيسابور ، وانتقل جده إلى الرّي ، فاشتهر بها. وكان جده أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي ، نزيل الرّي من تلامذة السيد المرتضى قدسسره وتتلمذ على يد السيد ابن زهرة ، والشيخ أبي جعفر الطوسي أيضا.
كان مترجمنا عالما خبيرا بأحوال الرواة والمحدّثين ، وكان له صيت في أرجاء البلاد ، كان يرتحل إليه روّاد العلم وطلاب الحديث. ومن أشهر تلاميذه
__________________
(١) التفسير والمفسرون ، ج ٢ ، ص ١٢٨.