ابن شهرآشوب والشيخ منتجب الدين ، وغيرهما من كبار العلماء. وتتلمذ على أيدي علماء مشاهير ، أمثال الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار المقري تلميذ الشيخ الطوسي ، والشيخ أبي علي ابن الشيخ ، والقاضي عماد الدين الاسترابادي قاضي الري ، وجار الله الزمخشري وغيرهم.
من أشهر مؤلّفاته : التفسير الكبير ، المعروف بروح الجنان وروح الجنان ، الذي وضعه باللغة الفارسية ، التي كانت دارجة ذلك العهد ، في بلاد إيران ؛ وذلك أن أحسّ بحاجة الأمة إلى تفسير يقرب من متناول أهل تلك البلاد ، فكان في نثر أدبيّ بليغ وسبك سهل بديع. يقول هو في سبب تأليفه : إنّ جماعة من أعاظم أهل العلم في بلده التمسوا منه أن يضع لهم تفسيرا يقرب من أفهامهم ، ويسهل التناول منه لدى عامة أهل زمانه ؛ حيث إعوزازهم تفسيرا جامعا وشاملا وسهلا على الناس ، فأجاب لملتمسهم وأزاح الإشكال من نفوسهم. فوضع تفسيرا جامعا وشاملا ، وفي نفس الوقت متوسطا بين الإيجاز المخلّ والإطناب المملّ.
فقدّم على تفسيره مقدمات ، ذكر فيها : أقسام معاني القرآن ، وأنواع آيه ، وأسماءه ، ومعنى السورة والآية ، ثم ثواب تلاوته ، والترغيب في معرفة غريبه ، ومعنى التفسير والتأويل.
وهو تفسير جيّد متين ، قد فصّل في الكلام عن معضلات الآيات ، وشرحها شرحا وافيا في أوجز كلام وأخصر بيان. متعرضا لجوانب مختلفة من الكلام حول الآية ، إن كلاميّة أو أدبيّة أو فقهية ونحو ذلك ، وإنما يتكلم عن علم ومعرفة واسعة ، ويؤدّي المسألة حقها بإيجاز وإيفاء.
ولهذا التفسير مكانة رفيعة في كتب التفاسير ، فكثير من كتب التفسير رست مبانيها على قواعده الركينة وبنت مسائلها على مباحثها الحكيمة. هذا الإمام