وأنساه الشيطان ذكر ربّه. فهؤلاء ممن استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله (إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(١) صدق الله العلي العظيم.
وبعد ، فهذا غيض من فيض ، احتمله سيل الكذّابين ممن اجترءوا على الله واجترحوا السيئات ، فشوّهوا وجه الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. ولقد صدق حيث قوله في خطبته في حجة الوداع : «قد كثرت عليّ الكذابة وستكثر. فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوّأ مقعده من النار. فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنّتي ، فما وافق كتاب الله وسنّتي فخذوه ، وما خالف كتاب الله وسنّتي فلا تأخذوا به» (٢).
فقد زالت الثقة بكتب الحديث من أهل الحشو ، مع هذا الخضمّ من الموضوعات المدسوسة في الحديث والتفسير.
أنحاء الموضوعات
كانت الأكاذيب تتنوّع حسب تنوّع الأسباب الداعية للكذب والاختلاق ، فهناك كذب سياسي وآخر تحمّس مذهبي أو تعصّب جاهلي أو تزلّف لدى أمير أو رغبة في جاه أو استمالة للعامّة ؛ لغرض استدرار ما لديهم من نقود وقطيعات ، وما أشبه ذلك.
وقد تكفّلت الكتب المخصّصة لبيان الموضوعات كلّ هذه الجوانب ،
__________________
(١) الأعراف / ١٣٩.
(٢) بحار الانوار ، ج ٢ ، ص ٢٢٥.