ورتّبتها في فصول وأبواب ، ونحن نورد من ذلك أمثلة نموذجية :
فممّا وضعته يد السياسة الغاشمة ، ما رواه داود بن عفّان عن أنس مرفوعا : «الأمناء سبعة : اللّوح ، والقلم ، وإسرافيل ، وميكائيل ، وجبرائيل ، ومحمد ، ومعاوية».
وداود هذا من الوضّاعين. قال الذهبي : روى عن أنس بنسخة موضوعة. وقال ابن حبّان : كان يدور بخراسان ويضع على أنس (١).
وذكره ابن كثير في تاريخه (٨ : ١٢٠) قال : هذا أنكر من الأحاديث التي قبله ، وأضعف إسنادا.
وعن واثلة مرفوعا : «أن الله ائتمن على وحيه جبريل وأنا ومعاوية. وكاد أن يبعث معاوية نبيّا من كثرة علمه وائتمانه على كلام ربّي. يغفر الله لمعاوية ذنوبه ، ووقاه حسابه ، وعلّمه كتابه ، وجعله هاديا مهديا ، وهدى به».
قال الحاكم : سئل أحمد بن عمر الدمشقي ـ وكان عالما بحديث الشام ـ عن هذا الحديث ، فأنكره جدّا. أخرجه ابن عساكر في تاريخه (٧ : ٣٢٢) (٢).
وممّا وضع تزلّفا لدى الأمراء ما أخرجه الخطيب في تاريخه (١٣ : ٤٥٢) قال : لما قدم الرشيد المدينة ، أعظم أن يرقى منبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في قباء أسود ومنطقة ، فقال أبو البختري : حدّثني جعفر بن محمد الصادق عن أبيه قال : نزل جبريل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليه قباء ومنطقة ، مخنجرا فيها بخنجر ، وفي ذلك قال المعافي التيمي :
ويل وعول لأبي البختري |
|
إذا ثوى للناس في المحشر |
__________________
(١) ميزان الاعتدال ، ج ٢ ، ص ١٢ ـ ١٣ ، رقم ٢٦٣٢.
(٢) الغدير ، ج ٥ ، ص ٣٠٨.