وفي سورة الانفطار (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)(١) يقول : قال جعفر : النعيم : المعرفة والمشاهدة ، والجحيم : النفوس ، فإن لها نيرانا تتّقد (٢).
وفي سورة النصر (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)(٣) يقول : قال ابن عطاء الله : إذا شغلك به عمّا دونه فقد جاءك الفتح من الله تعالى ، والفتح : هو النجاة من السّجن البشري بلقاء الله تعالى (٤).
٣ ـ لطائف الإشارات للقشيري
هو أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري. ولد في قرية من ضواحي نيسابور سنة (٣٧٦ ه) ومات أبوه وهو صغير ، فاتّجهت به أسرته نحو طلب العلم ، فبرع فيه حسبما دارت رحى العلم في ذلك العهد ، في الفقه والحديث والأدب والأصول والتفسير. وسار في درب الصوفية على يد أبي الحسن ابن الدقاق المتوفّى سنة (٤٤٨ ه) من كبار مشايخ الصوفية ذلك العهد ، وقد أشار عليه أن يحضر حلقات درس أبي بكر الطوسي ، وابن فورك ، والأسفراييني. وفي أثناء ذلك كان يداوم على درس ابن الدّقّاق ، ولما توفّي انتقل إلى دروس عبد الرحمن السّلمي المتوفّى سنة (٤١٢ ه) حتى أصبح شيخ خراسان في الفقه والكلام ، مع تصدير في الحديث والوعظ والإرشاد. وتوفّي سنة
__________________
(١) الانفطار / ١٣ ـ ١٤.
(٢) تفسير السّلمي ، ص ٣٨٥.
(٣) النصر / ١.
(٤) تفسير السّلمي ، ص ٤٠٢.