جهدهما في عرض معلومات قرآنية هي بحاجة للجيل الجديد ، مما لا يتاح غالبا العثور عليها في سائر التفاسير أو هي بعيدة عن متناول الشباب المثقّف في العصر الحاضر. فقد كانا موفّقين في هذا الهدف السامي ، جزاهما الله خيرا.
مخزن العرفان
تفسير حافل جامع ، هو من خير التفاسير التي أنتجها الجيل الجديد ، في أسلوب رائع بديع ، في خمسة عشر مجلدا ، باللغة الفارسيّة السهلة السلسة ، وضعتها مفخرة النساء الإيرانيّات ، السيدة نصرت بنت السيد محمد على أمين ، من كبار علماء أصفهان.
وقد تفرّدت أصفهان من بين البلاد الإسلاميّة ، بهذه السيّدة الجليلة ، التي انصرفت بمجهودها نحو العلوم الإسلاميّة ، حتى نالت درجة عالية من الاجتهاد في الفقاهة وفي سائر العلوم الأدبيّة والفلسفية والعرفان ، في أرقى درجات.
وهذه السيدة المعروفة ب «بانو امين» قد بذلت جهدها البالغ في تربية النساء الفاضلات في شتى مناحي إيران الإسلامية. وقد ازدهر البلاد بكثرة من هذه النساء العالمات ، ولا تزال تزدهر البلاد بالتوسّع في سبيل تثقيف المرأة المسلمة ثقافة إسلامية عريقة ورائقة ؛ كلّ ذلك بفضل جهود هذه السيدة الفاضلة الواعية.
وتوفّيت سنة (١٤٠٣ ه) عن عمر ناهز التسعين ، فلقد عاشت سعيدة وماتت حميدة. فرحمة الله عليها وبارك في علمها باقيات صالحات.
ولها في شتّى العلوم والمعارف الإسلاميّة كتب ورسائل قيّمه ، لا تزال موضع انتفاع طلّاب العلم وروّاد المعرفة.
والتفسير وضع على أسلوب تربويّ ، يعمد إلى تزكية النفس ، ثم إلى تهذيب الأخلاق ، في شكل جيّد بديع. ويعدّ من خير الآثار ، فجزاها الله خير الجزاء