القرآن الكريم.
لكن يستفاد من ذلك ـ فقهيّا ـ أنها لا تصلح لتصدّي الشئون الإدارية الشائكة من ذوات التشابك والتصادم العنيف ؛ ومنها : أمور القضاء ، التي هي بحاجة إلى حدّة وشدة ، من ورائهما تعقّل واختيار حرّ ؛ حيث المرأة بطبيعتها أسيرة عاطفتها وأحاسيسها الرقيقة العاطفية الحادّة ، مما تجرف بها عن إمكان الخوض في معركة قضايا ذوات شجون ، وهي بحاجة إلى صلابة وصمود ووعي ، واختيار فكري تام.
المرأة تنظر إلى الحياة كمظاهر للزينة ، وتبهرها زبرجتها ، ومن ثم فجلّ اهتمامها التبرّج بمباهج الحياة الناعمة. أما هي في خضمّ معاركها فضعيفة ، خائرة القوى ، لا تستطيع إبداء ما في ضميرها إبداء كاملا لدى خصامها هي مع غيرها ، فكيف بها وهي تريد الفصل في خصومات الآخرين.
وقد استفدنا من هذه الآية ، عدم جواز تصدّيها لمنصب القضاء ، وهي من المئات الآيات التي أغفلت في كتب آيات الأحكام المعروفة.
أهم كتب آيات الأحكام
لا شك أنّ السنّة إلى جنب القرآن ، تفسير لجانب آيات أحكامه ، فما صدر عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وبيّنته الصحابة الخيار والأئمة الأطهار ، هي تفاسير فقهية ، ورثته الأمة كابرا عن كابر ، ولكن بشكل غير مدوّن. وقد كان الصحابة والتابعون ، وكذا من بعدهم من علماء وفقهاء ، يراجعون القرآن فيما أشكل عليهم من أحكام وتكاليف وفرائض. وكانت الخلافات بين الصحابة وكذا بين التابعين وهكذا غيرهم من العلماء ، كانت ترجع إلى كيفية فهم النص القرآني في الفرائض