آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ...)(١). واليهود كانوا أكثر أهل الكتاب صلة بالمسلمين. وثقافتهم كانت أوسع من ثقافات غيرهم ، وحيلهم التي يصلون بها إلى تشويه جمال الإسلام كانت ماكرة خادعة ، وكان لهم نصيب كبير في هذا الهشيم المركوم من الإسرائيليّات الدخيلة. فمن أجل هذا كلّه ، غلب اللّون اليهودي على غيره من ألوان الدخيل على التفسير والحديث ، وأطلق عليه كلّه لفظ «الإسرائيليّات».
الإسرائيليّات في التفسير والحديث
كانت العرب منذ أوّل يومها تزعم من أهل الكتاب ، ولا سيّما اليهود القاطنين بين أظهرهم ، أهل دين وثقافة ومعرفة بشئون الحياة ، ومن ثم كانوا يراجعونهم فيما تتوق إليه نفوسهم في معرفة شئون الخليقة وتواريخ الأمم السالفة والأنبياء وما إلى ذلك. وهكذا بعد ظهور الإسلام كانوا يفضّلون مراجعة أهل الكتاب في معرفة شئون الإسلام والدعوة.
ولا سيّما وقد حدا بهم القرآن إلى مساءلة أهل الذكر والكتاب. قال تعالى مخاطبا لهم : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ)(٢). وهذا من باب (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)(٣).
المخاطب ، وإن كان هو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لكن المقصود غيره ممّن شكّ في
__________________
(١) المائدة / ٨٢.
(٢) يونس / ٩٤.
(٣) يس / ٢٢.