و «إسرا» بمعنى الغلبة ، و «ئيل» بمعنى القدرة الكاملة ، لقب الإله ، وتلقّب به الأصنام أيضا (١). فمعنى «إسرائيل» : الغالب على القدرة الكاملة ، وهو الله تعالى ـ في زعمهم ـ ، وقد أصبح لقب يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ؛ لأنه صارع مع الله وغلب عليه.
ولفظ «إسرائيليّات» وإن كان بظاهره يدل على القصص الذي يروى أصلا عن مصادر يهوديّة ، يستعمله علماء التفسير والحديث ، ويطلقونه على ما هو أوسع وأشمل من القصص اليهوديّة. فهو في اصطلاحهم يدل على كل ما تطرّق إلى التفسير والحديث والتاريخ من أساطير قديمة ، منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو نصراني أو غيرهما ، بل توسّع بعض المفسرين والمحدّثين فعدّوا من الإسرائيليات ما دسّه أعداء الإسلام من اليهود وغيرهم على التفسير والحديث ، من أخبار لا أصل لها حتى في مصدر قديم. وإنما هي من صنع أعداء الإسلام ، صنعوها بخبث نيّة وسوء طويّة ، ثم دسّوها على التّفسير والحديث ليفسدوا بها عقائد المسلمين.
وإنما أطلق لفظ الإسرائيليات على كل ذلك ، من باب التّغليب للّون اليهودي على غيره ؛ لأنّ غالب ما يروى من هذه الخرافات والأباطيل ، يرجع في أصله إلى مصدر يهودي ؛ ولأنهم الفئة التي كانت العرب الأوائل وكذا المسلمون في العهد الأوّل يرجعون إليها في الأغلب الأكثر. واليهود قوم بهّت ، وهم أشدّ الناس عداوة وبغضا للإسلام والمسلمين ، كما قال سبحانه : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ
__________________
لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل ، لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت».
(١) قاموس الكتاب المقدس ، ص ٥٣ و ١٤٢.