صعقت. وأما ما للرجل من الولد ، وما للمرأة ، فإن للرجل العظام ، والعروق ، والعصب ، وللمرأة اللحم ، والدم ، والشعر. وأما البلد الأمين ، فمكة».
وقال الهيثمي في «زوائد» : رواه الطبراني في «الأوسط» ، وفيه يوسف بن يعقوب أبو عمران ، ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته ، ولم يذكر تضعيفه عن أحد! (١).
والحق أن الذهبي حكم ببطلان هذا الخبر ، وقال : إن راويه عن يوسف بن يعقوب مجهول ، وهو محمد بن عبد الرحمن السلمي المذكور ، وأحر به أن يكون باطلا ، ولقد صدق الإمام الحافظ أبو عبد الله الذهبي ، الذي أبان لنا قيمة هذه المرويات الباطلة ، منذ بضعة قرون.
وإليك ما قاله الذهبي بنصّه ، قال يوسف بن يعقوب أبو عمران عن ابن جريج ، بخبر باطل طويل ، وعنه إنسان مجهول واسمه عبد الرحمن السلمي ، قال الطبراني : حدثنا محمد بن يعقوب الأهوازى الخطيب.
ثم ذكر الإسناد الذي ذكرته آنفا ، وبعض المتن إلّا أنه قال : «إن خزيمة بن ثابت الأنصارى» ، وقال : ذكره أبو موسى في الطوالات ، وروى بعضه عبدان الأهوازي ، عن السلمي هذا (٢).
فكيف يقول الهيثمي : ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته ، ولم ينقل تضعيفه عن أحد؟!! إنه ـ والله ـ العجب!! وقد وافق الذهبي فيما قاله الإمام الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (٣) ، فقد ذكر ما ذكره الذهبي ، غير أنه قال ، عن
__________________
(١) مجمع الزوائد ، ج ٨ ، ص ١٣٢.
(٢) ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، ج ٣ ، ص ٣٣٥ ، ترجمة رقم ٢٨٦٦ ، ط السعادة.
(٣) ج ٦ ، ص ٣٣٠ ، ط الهند.