كما لا قصاص في الضرب بالعصا. ولعل واضع هذا الحديث غفل عن مباني شريعة القصاص في الإسلام ، أو لعلّه أراد الحطّ من سيّد الأنبياء ، في حادثة وضعها على خلاف الشريعة.
هذا ، وسوادة بن قيس ، مجهول في زمرة أصحاب رسول الله ، لم يأت له ذكر في التراجم. نعم ذكر ابن حجر ما يقارب هذه القصة بشأن سوادة بن غزية الأنصاري تارة ، وبشأن سواد بن عمرو أخرى ، وذكر القصة في يوم بدر. كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يعدّل الصفوف وفي يده قدح (هو السهم قبل أن يراش) فمرّ بسواد بن غزية فطعن في بطنه ، فقال : أوجعتني فأقدني ، فكشف عن بطنه ، فاعتنقه وقبّل بطنه ، فدعا له بخير. قال أبو عمر : رويت هذه القصة لسواد بن عمرو. قال ابن حجر : لا يمتنع التعدّد ، لا سيما مع اختلاف السبب. روى عبد الرزاق عن ابن جريج عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه : أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يتخطّى بعرجون فأصاب به سواد بن غزية ، فذكر القصة ، وعن معمر عن رجل عن الحسن نحوه. لكن قال : فأصاب به سوادة بن عمرو ، وكان يصيب من الخلوف فنهاه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفيها : فلقيه ذات يوم ومعه جريدة فطعنه في بطنه ، فقال : أقدني يا رسول الله؟ فكشف عن بطنه فقال له : اقتصّ. فألقى الجريدة وطفق يقبّله. قال الحسن : حجزه الإسلام (١).
والقصة ـ كما رواه أبو جعفر الصدوق ـ رواها ابن الجوزي بإسناده إلى أبي نعيم الأصبهاني ، أسنده إلى وهب بن منبّه عن جابر بن عبد الله وابن عباس وذكر
__________________
(١) الإصابة ، ج ٢ ، ص ٩٥ ـ ٩٦ ، رقم ٣٥٨٢.