في سداد الرأي.
عمّر طويلا ، وعاش ٣٣٠ سنة ، وقيل : ٢٠٠ سنة ، وقيل : ١٩٠ سنة.
آمن بالنبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله ولم يتشرّف برؤيته ، فعدّه بعضهم من الصحابة ، وله ثناء على النبيّ صلىاللهعليهوآله.
القرآن المجيد وأكثم بن صيفيّ
لمّا بلغه ظهور الإسلام أرسل رجلين إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ليسألانه عن نسبه وما جاء به ، فلمّا حضرا عند النبيّ صلىاللهعليهوآله أخبرهما عن نسبه ، وقرأ عليهما الآية ٩٠ من سورة النحل : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فرجعا إلى أكثم وأخبراه بنسبه وقرأ عليه الآية ، فلمّا سمع مقولتهما آمن بالنبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : يا قوم! أراه يأمر بمكارم الأخلاق ، وينهى عن ملائمها ، فكونوا في هذا الأمر رؤساء ولا تكونوا أذنابا ، وكونوا فيه أوّلا ولا تكونوا فيه آخرا ، ثمّ شدّ الرحال مع مائة من قومه وقصدوا المدينة يريدون ملاقاة النبيّ صلىاللهعليهوآله واعتناق الإسلام ، فمات في الطريق ، وذلك في السنة التاسعة قبل الهجرة ، وقيل : في السنة العاشرة قبل الهجرة ، فلم يتشرّف برؤية النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولكن أسلم من وصل المدينة من أصحابه ، فنزلت فيه الآية ١٠٠ من سورة النساء : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ ....)
ومن شعره
وإنّ امرأ قد عاش تسعين حجّة |
|
إلى مائة لم يسأم العيش جاهل |
أتت مائتان غير عشر وفائها |
|
وذلك من مرّ الليالي قلائل (١) |
__________________
(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ص ٢٧٥ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ١ ، ص ١٢٨ ـ ١٣٤ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ١١٢ و ١١٣ ؛ الاشتقاق ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ١١٠ ـ ١١٢ ؛ الأعلام ، ج ٢ ، ص ٦ ؛ الأغاني ، ج ١٥ ، ص ٧٣ ؛ أيام العرب في الجاهلية ، ص ١٢٤ و ١٢٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٥ ، ص ٢٩٧ وج ١٢ ، ص ٣٢٢ ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، راجع فهرسته وج ٣ ،