له أشعار يذكر فيها الله سبحانه وتعالى مما عرفه من التوراة والإنجيل وأساطير الوثنيّين ، منها :
مجّدوا الله فهو للمجد أهل |
|
ربّنا في السماء أمسى كبيرا |
كانت العرب في الجاهلية تنتظر نبيّا ينقذهم من الضلال ويهديهم إلى سبل الرشاد ، فكان المترجم له يرجو أن يكون هو ذلك النبيّ ، فلما بعث النبي محمّد صلىاللهعليهوآله قدم عليه بمكّة ، وسمع منه بعض الآيات القرآنية ، فانصرف عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ولم يسلم.
حسد النبي صلىاللهعليهوآله على نبوته ، وعاداه وأصبح من ألد خصومه ، وأخذ يؤلّب الناس على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويحرّضهم على قتاله بأمواله وأشعاره ، ومن أشعاره في رثاء قتلى المشركين في واقعة بدر ، قوله :
ألا بكيت على الكرا |
|
م بني الكرام أولي الممادح |
ولم يزل يسكن الطائف حتى هلك كافرا في السنة السابعة للهجرة ، وقيل : في السنة الثامنة للهجرة ؛ وقيل : في السنة الخامسة للهجرة ، وقيل : في السنة التاسعة للهجرة ، وقيل : قبل الهجرة بخمس سنوات.
القرآن العظيم وأمية بن أبي الصلت
كما أسلفنا كان قد قرأ التوراة والإنجيل ، وكان يعلم بأنّ الله سيرسل نبيّا ، وكان يتمنّى أن تكون النبوّة فيه ، فلما بعث النبيّ الأكرم محمّد صلىاللهعليهوآله حسده وكفر به ، فنزلت فيه الآية ١٧٥ من سورة الأعراف : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ.) (١)
__________________
(١). أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٨٦ ؛ الاشتقاق ، ص ١٤٣ و ١٤٤ ؛ الأعلام ، ج ٢ ، ص ٢٣ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، راجع فهرسته ؛ الأغاني ، ج ٣ ، ص ١٨٦ ـ ١٩٢ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ البيان والتبيين ، ج ١ ، ص ١٧ و ٢٩١ ؛ تاريخ آداب اللغة العربية ، ج ١ ، ص ١٣٢ و ١٣٣ ؛ تاريخ الأدب العربي ، لعمر فروخ ، ج ١ ، ص ٢١٦ ـ ٢١٩ ؛ تاريخ التراث العربي ، لسزگين ، المجلد الثاني ، الجزء الثاني ، ص ٣٢٩ ـ ٣٣٢ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ١ ، ص ١٢٨ و ٦٤٢ وج ٢ ، ص ٤٠٧ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١،