والآلام والمحن بالرضى والقبول والتسليم لمشيئة الله سبحانه وتعالى ، صابرا محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره ، ولم يسمع منه في تلك المدّة أيّ كلام يدل على الجزع والفزع ، بل كان يلهج بشكر الله وحمده ، فجزاء لتحمّله المشاق وصبره على البلايا وشكره لله منحه الباري منزلة النبوة ، وشافاه من علله وأسقامه ، ورفع عنه المحن التي صبّت عليه. وبعد أن منّ الله عليه بالشفاء والصحة الكاملة ردّ عليه هيبته وجماله وشبابه ، وأحيا له بقدرته الفائقة أهله الذين ماتوا على أثر البلاء الذي أصابهم ، فأحياهم بأعيانهم وأشخاصهم ، وكانوا سبعة بنين وسبع بنات ، وكذلك أعاد الله على زوجته شبابها وجمالها وصباها ؛ جزاء لخدمتها وإخلاصها لأيّوب عليهالسلام ، ومشاركتها له في محنه ومصائبه.
منحه الله عزوجل بالإضافة إلى النبوّة التّقى والاستقامة والصدق والبر ، فلقّب بالصدّيق.
عاش أيّوب عليهالسلام بعد أن برئ من أسقامه ٧٠ سنة ، وكان في هذه المدّة يهدي الناس إلى الله ، ويحذّرهم من المعاصي والموبقات ، وينذرهم من غضب الله في الدنيا وعقابه في الآخرة.
ولم يزل حاملا أعباء النبوّة حتى توفّي عن عمر ناهز ٩٣ سنة ، وقيل : ٢٠٠ سنة ، وقيل : ٢٢٦ سنة ، بعد أن أوصى بوصاياه إلى ولده الّذي كان يدعى هومل ، ودفن على قلّة جبل جحاف بالقرب من عدن في بلاد اليمن.
قام بأعباء النبوّة من بعده أحد أولاده الّذي كان يدعى بشرا أو بشيرا.
كان له حواريّون يعتمد عليهم ؛ لإيمانهم به وتصديقهم له ، وهم : اليفاز اليماني ، وبلاد الشوحي ، والياهو ، وصوفر النعمانيّ.
في التوراة سفر خاص من الأسفار القانونية يحتوي على ٤٢ بابا ينسب إليه.
القرآن المجيد وأيوب عليهالسلام
(وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَ...) النساء ١٦٣.