وكفر بالله وادّعى الألوهية ، وأتى بقبائح الأمور.
بعد أن أوحى الله إلى أمّ موسى بن عمران عليهالسلام بأن تضع وليدها ـ موسى عليهالسلام ـ في صندوق محكم ، وترميه في نهر النيل ، لتقيه شر فرعون وزبانيته أخرج من الماء وأدخل بلاط فرعون ، فلما شاهدته آسية قذف الله حبّه في قلبها ، وشغفت به ، وأمرت بتربيته وتنشئته كما يربّى أبناء الملوك ، وأبقته عندها ؛ ليكون قرّة عين لها ولفرعون ، حيث لم يكن لهما أولاد. وسنذكر تفاصيل ذلك في ترجمتي فرعون وموسى عليهالسلام.
في أحد الأيام دخل عليها فرعون وأخبرها بقتل امرأة حزقيل المؤمنة الصالحة وأولادها ، وكانت ماشطة آسية ، فقالت آسية لفرعون : الويل لك يا فرعون! ما أجرأك على الله جل وعلا ، فقال لها : لعلّك اعتواك الجنون الذي اعترى صاحبك موسى عليهالسلام ، فقالت : ما اعتراني جنون ، بل آمنت بالله ربّي وربّك وربّ العالمين.
أخذ يهدّدها بالتعذيب والقتل ، فلما أصرّت على التمسك بعقيدتها وإيمانها بالله أمر بمدّها بين أربعة أوتاد ، ووضع صخرة عظيمة عليها ، فما زالت تحت التعذيب حتى فارقت الحياة.
في أثناء تعذيبها مرّ عليها موسى عليهالسلام ، فشكت إليه بإصبعها ، فدعا موسى عليهالسلام أن يخفف الله عنها العذاب ، فصارت لا تجد للعذاب ألما.
كانت تدعو الله سبحانه وتعالى وهي تحت التعذيب ، قائلة : ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنة ، فأوحى الله إليها : ارفعي رأسك وانظري ، فرفعت رأسها ، فرأت البيت المخصص لها في الجنّة مصنوعا من الدر ، فتبسّمت ، وفارقت الحياة.
كان جلاوزة فرعون يعذّبونها تحت حرارة الشمس ، وإذا انصرفوا عنها أظلّتها الملائكة وأروها بيتها في الجنّة.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اختار الله من النساء أربعا : مريم بنت عمران عليهاالسلام ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد عليهاالسلام ، وفاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وكانت مريم وآسية وخديجة سيّدات نساء زمانهن ، أمّا فاطمة عليهاالسلام فهي سيّدة نساء العالمين ، من الأولين والآخرين.
وقال صلىاللهعليهوآله : أفضل نساء أهل الجنّة : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله ،