في عهد أبي بكر بن أبي قحافة كانت إليه قيادة الأنصار يوم اليمامة في حرب المسلمين مع مسيلمة الكذاب سنة ١١ ه ؛ وبعد أن قاتل مقاتلة الأبطال استشهد في ذلك اليوم ، وقبل وفاته قطع رجل من عساكر مسيلمة رجل ثابت ، فأخذها وضربه بها فقتله ، ويقال : كانت شهادته سنة ١٢ ه.
القرآن المجيد وثابت بن قيس
زوجته جميلة منحته بستانا كان لها ، وطلبت الطلاق منه ، فنزلت فيه وفي زوجته الآية ٢٢٩ من سورة البقرة : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ ....)
قال مرّة : لو أمرنا بأن نقتل أنفسنا في سبيل الله لامتثلنا لذلك وقتلنا أنفسنا ، فنزلت فيه الآية ٦٦ من سورة النساء : (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ....)
أهدى ثابت بساتينه ونخيله إلى الفقراء والمستضعفين من المسلمين ، ولم يبق لعياله منها شيئا ، فنزلت فيه الآية ١٤١ من سورة الأنعام : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ.)
كان المترجم له جهوري الصوت وفي أذنيه وقر ، وكان إذا كلّم شخصا جهر بصوته حتى مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكان النبي صلىاللهعليهوآله يتأذّى من صوته ، فنزلت فيه الآية ٢ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ....) فلما أخبر ثابت بتلك الآية قال : أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي صلىاللهعليهوآله فأنا من أهل النار ، فذكر ذلك للنبي صلىاللهعليهوآله فقال : هو ليس من أهل النار هو من أهل الجنّة.
في أحد الأيام حضر مجلس النبي صلىاللهعليهوآله ، فرأى في المجلس رجلا ، فأخذ ثابت يغمز ذلك الرجل ويعيّره بأمّه التي كانت يعيّر بها في الجاهلية ، فاستحى الرجل ونكس رأسه ، فنزلت في ثابت الآية ١١ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ ....)
ومرّة أخرى عيّر رجلا بأمّه عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : انظر في وجوه القوم ، فنظر ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ما رأيت يا ثابت؟ قال : رأيت وجوها مختلفة ، فمنها