أجمع القوم الّذين اشتروه على قتله ، فأخرجوه إلى التنعيم لينفّذوا فيه حكم الإعدام ، فطلب منهم أن يصلّي ركعتين لله سبحانه وتعالى ، فسمحوا له ، وبعد صلاته أخذ يدعو عليهم قائلا : اللهم! أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تبق منهم أحدا ، ثم أخذ ينشد :
فلست أبالي حين أقتل مسلما |
|
على أيّ جنب كان في الله مصرعي |
وذلك في ذات الإله وإن يشأ |
|
يبارك على شلو أوصال ممزع |
ثم تقدم عقبة بن الحارث فصلبه حتى مات ، وكان خبيب قد قتل أباه ـ الحارث ـ يوم بدر كافرا.
كان المترجم له أوّل مسلم صلب في الإسلام لإيمانه بالله وإسلامه ، استجاب الله دعاءه ، فأصابت الّذين شهدوا صلبه الرجفة.
وبعد استشهاده لم يعثروا على جثته وكأنّما الأرض ابتلعته ، فعرف ببليع الأرض.
القرآن الكريم وخبيب بن عدي
وبعد استشهاده نزلت الآيات التالية من سورة الفجر :
الآية ٢٧ (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ.)
والآية ٢٨ (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً.)
والآية ٢٩ (فَادْخُلِي فِي عِبادِي.)
والآية ٣٠ (وَادْخُلِي جَنَّتِي.)(١)
__________________
(١). الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٤٢٩ ـ ٤٣٢ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ١٠٣ ـ ١٠٥ ؛ الاشتقاق ، ص ٤٤٢ و ٤٦١ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٤١٨ و ٤١٩ ؛ الأغاني ، ج ٤ ، ص ٤١ و ٤٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ٦٥ و ٦٨ و ٦٩ ؛ تاج العروس ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ؛ تاريخ الاسلام (المغازى) ، ص ٩٩ و ٢٣١ و ٢٣٢ و ٢٣٤ و ٢٣٥ و ٢٤٠ و ٢٤٥ و ٣٣٣ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٣٨ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٤٥٤ ؛ تاريخ ابن خياط ، ج ١ ، ص ٣٦ و ٣٧ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٢١٤ ـ ٢١٦ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٣٥ ؛ تاريخ اليعقوبى ، ج ٢ ، ص ٧٠ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٥٦ ؛ تفسير البحر المحيط ،