الاستهزاء والسخريّة من النبي صلىاللهعليهوآله.
عند ما رجع النبي صلىاللهعليهوآله من غزوة تبوك هبّت عاصفة شديدة ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله لأصحابه : إنّها هبّت لموت عظيم من عظماء الكفّار ، فلمّا قدموا المدينة وجدوا المترجم له قد هلك في نفس اليوم الذي أخبر فيه النبي صلىاللهعليهوآله.
القرآن الكريم ورفاعة بن زيد
نزلت فيه الآية ١٨٩ من سورة البقرة : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها ....)
كان يأتي هو ومن على شاكلته من الكفّار إلى المسلمين من الأنصار ويخالطونهم ويقولون لهم : لا تنفقوا أموالكم فإنّا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ، ولا تسارعوا في النفقة فإنّكم لا تدرون علام يكون ، فأنزل الله فيه وفي أمثاله من الكفار الآية ٣٧ من سورة النساء : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ....)
كان إذا كلّم النبي صلىاللهعليهوآله لوى لسانه ، استهزاء ، ويقول : أعرنا سمعك يا محمد حتى نفهمك ، ثم يطعن في الإسلام ويعيبه ، فنزلت فيه الآية ٤٤ من نفس السورة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ.)
كان هو ويهوديّ آخر قد نافقا وأظهرا الإسلام كذبا ، فكان بعض المسلمين يوادّونهما ، فأنزل الله فيه وفي صاحبه الآية ٥٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ....)
وشملته الآية ٦١ من نفس السورة : (وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ ....)(١)
__________________
(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ حاشية تفسير الجلالين ـ ، ص ٨٨ و ١٣٨ و ٢٢٥ و ٢٢٩ و ٣٧٤ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٦٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٥ و ٢٣٩ وج ٤ ، ص ١٥٩ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٢٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٢٦٠ ؛ تفسير أبى السعود ، ج ٢ ، ص ١٨١ وج ٣ ، ص ٥٣ ؛