السنة الخامسة من الهجرة.
شهد مع النبي صلىاللهعليهوآله وقائع بدر وأحد والخندق والحديبيّة ، وترأّس عدّة سرايا.
في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة من الهجرة ولاه النبي صلىاللهعليهوآله قيادة الجيش الإسلامي لحرب مؤتة ، وبعد أن أبلى فيها بلاء حسنا وحارب محاربة الأبطال استشهد على يد الروم في تلك المعركة ، وهو ابن ٥٥ سنة.
القرآن الكريم وزيد بن حارثة
نزلت فيه الآية ٤ من سورة الأحزاب : (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ....)
والآية ٥ من نفس السورة : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ ....)
وبالنسبة إلى قصّته مع زوجته زينب بنت جحش نزلت فيهما الآية ٣٧ من نفس السورة : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً ....)
وكذلك نوّهت عنه الآية السابقة ٣٧ : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ....)
وذلك لأنّه صمّم على طلاق زوجته زينب بعد أن علم بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يهواها ، فكرهها وأبدى للنبي صلىاللهعليهوآله كرهه لها ، فأخذ النبي صلىاللهعليهوآله يمنعه من طلاقها ويحثّه على إبقائها عنده.
وبعد أن زعمت العرب بأنّه ابن للنبيّ صلىاللهعليهوآله نزلت فيه الآية ٤٠ من نفس السورة المذكورة آنفا (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ.)
اتخذ المترجم له بعض اليهود والمشركين أصحابا وأصدقاء له فنزلت فيه الآية ١٣ من سورة الممتحنة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ....)(١)
__________________
(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ، ص ٦١٧ و ٦٢٨ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢٩٣ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٥٤٤ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٥٦٣ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٥٧ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٣٣٣ ـ ٣٣٧ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٧ ، ص ٩٤ ؛ الأغاني ، ج ١٥ ، ص ١١ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٤ و ٢٢٥ وج ٤ ، ص ٥ و ١٤٧ و ٢٤١ ؛ تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) ، ص ٨١ و ٩٠ و ١٢٨ و ١٢٩ و ١٤٢ و ١٤٦ و ١٧٥ و ٢١٠ و ٢١٦ و ٢٧١