يمنع الناس عن وأد البنات.
تجوّل في الأمصار بحثا عن الدين الحق ، فدخل الموصل والشام وغيرها من الأمصار ، واجتمع بالنبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله قبل بعثته.
كان لإيمانه بالله ومخالفته لعقائد قومه موضع إيذاء منهم ـ وخصوصا من الخطّاب والد عمر ـ فاضطرّ إلى الخروج إلى أعالي مكّة عند حراء ، فوكّل الخطّاب شبابا من سفهاء قريش لمنعه من دخول مكّة ، فكان لا يدخلها إلّا سرّا ، فإذا علموا بتواجده فيها آذوه وأهانوه ثم طردوه منها ؛ لكي لا يفسد عليهم دينهم وكفرهم وشركهم بالله.
تنبّأ بنبوّة خاتم الأنبياء والمرسلين صلىاللهعليهوآله ، ونقل عنه أنّه قال : أنا أنتظر نبيّا من ولد إسماعيل بن إبراهيم ثم من بني عبد المطلب ، وأنا أؤمن به وأصدّقه ، وأشهد أنّه نبيّ واسمه أحمد ، ويقال : إنّ النبي صلىاللهعليهوآله قد ترحّم عليه.
له أشعار تدلّ على إيمانه بالله وتوحيده له ، منها :
أربّا واحدا أم ألف ربّ |
|
أدين إذا تقسّمت الأمور |
توفّي قبل بعثة النبي صلىاللهعليهوآله بخمس سنين ، وقيل : في السنة السابعة عشرة قبل الهجرة ، وقيل : قتله النصارى بأرض الشام قبل بزوغ نور الإسلام.
القرآن الكريم وزيد بن عمرو
نزلت فيه وفي أبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي الذين كانوا في الجاهلية يؤمنون بالله ويقولون بوحدانية الله الآية ١٧ من سورة الزمر : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى ....)
وكذلك شملته الآية ١٨ من نفس السورة : (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ ....)(١)
__________________
(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ، ص ٦٢٠ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣٠٦ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٢٣٦ ـ ٢٣٨ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٥٦٩ و ٥٧٠ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٦٠ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١٦٧ و ٢٧٦ ؛ الأغاني ، ج ٣ ، ص ١٥ ـ ١٧ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ٢٢١ ـ ٢٢٦ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٨٧ و ٤٠٦ و ٤١١ و ٤٧٨ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٤٥ ؛ تجريد أسماء الصحابة ،