بينهما ، فأمرت الخليل عليهالسلام بأن يبعدها وولدها عنها ، فنقلهما إلى مكّة المكرّمة ، وفصّلنا ذلك في ترجمة إبراهيم الخليل عليهالسلام.
كان إبراهيم عليهالسلام يكنّ لسارة حبّا جمّا ؛ لقرابتها منه ولدينها وجمالها الفائق ، وبعد مرور ١٣ سنة على ولادة إسماعيل عليهالسلام ، تدخّلت القدرة الربانية والمعجزة الإلهية ، فحملت سارة العجوز العقيم ، التي جاوزت التاسعة والتسعين من عمرها بإسحاق عليهالسلام.
روي عن النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله وأئمة أهل البيت عليهمالسلام أنّ سارة من نساء الجنّة ، وكانت ضمن النساء اللواتي بعثهنّ الله من الجنّة إلى خديجة بنت خويلد عند ولادتها لفاطمة الزهراء عليهاالسلام ؛ لمساعدتها في وضعها.
كانت من النساء اللواتي رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ ، ولم تكن امرأة بعد حواء إلى زمانها أشرف وأفضل منها.
توفّيت بفلسطين في مدينة حبرون ، ودفنت بها في مغارة المكفيلة ، وقيل : توفّيت بالشام ، وعمرها يومئذ ١٢٢ سنة ، وقيل : ١٢٧ سنة.
القرآن المجيد وسارة
تحدّث عنها القرآن الكريم ضمن آيات من سورة هود ، وهي :
الآية ٧١ (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ ....)
والآية ٧٢ (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ ....)
والآية ٧٣ (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ ....)
وكذلك أشارت إليها الآية ٢٩ من سورة الذاريات : (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ.)(١)
__________________
(١). أخبار الزمان ، ص ١٠٣ ؛ الأخبار الطوال ، ص ٨ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٨٩ ؛ الأنبياء ، ص ١٣٨ ؛ الأنس الجليل ، ج ١ ، ص ٣٤ و ٣٦ ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الأول ، ج ٣ ، ص ٥٢ و ٥٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ١٤٣ و ١٥١ و ١٥٢ و ١٦٤ و ١٦٥ وغيرها ؛ تاريخ انبياء ، للمحلاتي ، ج ١ ، ص ١٩٣ و ١٩٦ و ١٩٨ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٤٨ ـ ٥٠ و ٥٤ و ٥٧ و ٤٣٢ وغيرها ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ،