القرآن العزيز وسالم مولى أبي حذيفة
يقال : إنّ مالك بن الضيف اليهودي ويهوديّ آخر قالا للمترجم له ولبعض المسلمين : إنّ ديننا خير ممّا تدعوننا إليه ، ونحن خير وأفضل منكم ، فنزلت الآية ١١٠ من سورة آل عمران : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ....)
اجتمع هو وجماعة من المسلمين في دار عثمان بن مظعون ، وقرّروا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يناموا على الفرش ، ولا يأكلوا اللحم ، ويترهّبوا ، فبلغ ذلك النبي صلىاللهعليهوآله ، فجمعهم ووعظهم وقال لهم : إنّ لأنفسكم عليكم حقّا ، فصوموا وافطروا وقوموا وناموا ، فإنّي أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم ، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي ، فنزلت فيهم الآية ٨٧ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ ....)
وشملته الآية ٥١ من سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ ....)
كان من جملة المجرمين الذين أرادوا أن يدفعوا النبي صلىاللهعليهوآله عن راحلته إلى الوادي بعد منصرفه من واقعة تبوك ، فنزلت فيهم الآية ٧٤ من سورة التوبة : (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا ....)
ويقال : شملته الآية ٩ من سورة الزمر : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ....)
وفي حجة الوداع ، عند ما خطب النبي صلىاللهعليهوآله في الناس عند غدير خم ، فلمّا رآه المترجم له رافعا يديه ـ وهو يقول صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ـ قال وبعض المنافقين الآخرين : انظروا إلى عينيه ـ أي عيني النبي صلىاللهعليهوآله ـ تدوران كأنّهما عينا مجنون ، فنزلت فيه وفي أصحابه الآية ٥١ من سورة القلم : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ.)(١)
__________________
(١). الاختصاص ، ص ١٨٦ ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٣٩٥ و ٦٢٠ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٠١ و ١٦٧ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٢ ، ص ٧٠ ـ ٧٢ ؛ اسد الغابة ،