من كبار أصحاب رسول الله وفضلائهم ، ومن مشاهير الأنصار ووجهائهم.
كان سيّد الخزرج ورئيسهم بالمدينة في الجاهليّة والإسلام ، ونقيب بني ساعدة ، ومن أشراف ووجهاء قومه في الجاهليّة والإسلام.
كان هو وآباؤه في الجاهليّة يعرفون بالجود والكرم ، وكان لهم حصن يدعى أطما ، فكانوا ينادون عليه : من أحبّ الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة ، وفي الإسلام كان صاحب ضيافة وكرم ، وكان لرسول الله صلىاللهعليهوآله في كل يوم من سعد جفنة طعام يدور بها حيث دار.
كان في الجاهليّة يحسن الكتابة بالعربية ، ويحسن العوم ويجيد الرمي ، وكانت العرب تسمّي من اجتمعت فيه تلك الخصال الثلاث بالكامل.
أسلم وصحب النبي صلىاللهعليهوآله وشهد معه واقعة بدر ، وقيل : لم يشهدها ، وشهد ما بعدها من الوقائع والمشاهد ، وكان في جميعها حاملا راية الأنصار فيها.
كان من النقباء الاثني عشر الذين اختارهم النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان صلىاللهعليهوآله يستخلفه في بعض الأحايين مكانه عند ما يذهب للغزو.
في يوم فتح مكّة كانت راية النبي صلىاللهعليهوآله بيده ، فدخلها وهو يقول : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحلّ الحرمة. فسمعها رجل من المهاجرين فأعلم النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك ، فقال صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : أدركه وخذ الراية منه ، وكن أنت الذي تدخل بها ، فدخل الإمام عليهالسلام مكّة حاملا الراية وهو يقول : اليوم يوم المرحمة ، اليوم تصان الحرمة.
قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقه : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عباده.
بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله اجتمع عليه الأنصار وأرادوا مبايعته بالخلافة ، فمنعهم أبو بكر من ذلك ، فرجع الناس إلى أبي بكر.
وبعد مبايعة الناس لأبي بكر ، قال بعضهم لسعد : أما تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟ قال : إليك عنّي ، فو الله! لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إذا أنا متّ تضل الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم ، فالحقّ يومئذ مع عليّ عليهالسلام ، وكتاب الله بيده ، لا نبايع لأحد غيره.