رسوله في الأرض؟! يا أعرابي! أتنحّي رجلا ما حضرني جبريل عليهالسلام إلّا أمرني عن ربّي عزوجل أن أقرئه السّلام؟ يا أعرابي! إنّ سلمان (ره) منّي ؛ من جفاه فقد جفاني ؛ ومن آذاه فقد آذاني ؛ ومن باعده فقد باعدني ؛ ومن قرّبه فقد قرّبني.
يا أعرابي! لا تغلظنّ في سلمان (ره) ، فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن أطلعه على علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب.
فقال الأعرابي : يا رسول الله! ما ظننت أن يبلغ من فعل سلمان (ره) ما ذكرت ، أليس كان مجوسيّا ثم أسلم؟
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أعرابي! أخاطبك عن ربّي وتقاولني؟ إنّ سلمان (ره) ما كان مجوسيّا ، ولكنه كان مظهرا للشرك مضمرا للإيمان ، ثم تلى النبيّ صلىاللهعليهوآله له الآية ٦٥ من سورة النساء ، والآية السابقة من سورة الحشر ، ثم قال صلىاللهعليهوآله : يا أعرابي! خذ ما أتيتك وكن من الشاكرين ولا تجحد فتكون من المعذّبين ، وسلّم لرسول الله صلىاللهعليهوآله قوله تكن من الآمنين».
وقال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في حقّه : «علم العلم الأول والعلم الآخر ، وهو بحر لا ينزف ، وهو منّا أهل البيت عليهمالسلام».
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : «سلمان الفارسي أفضل من لقمان الحكيم الذي ذكره الله سبحانه في القرآن».
وروي عن أنس بن مالك أنّه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «إنّ الجنّة لتشتاق إلى ثلاثة : عليّ عليهالسلام وعمّار وسلمان».
كان من أوائل الذين صنّفوا في الآثار ، فصنّف كتاب «حديث الجاثليق الروميّ».
عمّر طويلا ، ويقال بأنه عاش ٣٥٠ سنة ، وقيل : ٢٥٠ سنة ، حتّى توفي بالمدائن سنة ٣٥ ه ، وقيل : سنة ٣٢ ه ، وقيل : سنة ٣٦ ه ، وقيل : سنة ٣٤ ه ، وتولّى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام غسله وتكفينه ودفنه ، وقبره في المدائن يزار.
كان له من الولد عبد الله ومحمد وثلاث بنات.