والبراهين لدحض معتقداتهم وآرائهم السخيفة.
كانوا يقابلونه بالعصيان والإنكار والتمرد ، ويمنعون الناس من اتّباع دينه والإيمان بشريعته ، وأخذوا يحتقرونه ويعيبون دينه ، ويهدّدونه بالانتقام والأذى إن لم يكفّ عن شريعته.
ولم يزل مع قومه على طرفي نقيض حتى اتّفقوا فيما بينهم على إخراجه وشيعته من مدينة مدين ، فلمّا رأى جفاءهم وتعنّتهم دعا عليهم ، فأنزل الله سبحانه وتعالى عذابه وسخطه عليهم ، فأخذتهم الزلازل ، فأبيدوا بأجمعهم إلّا شعيبا عليهالسلام ومن آمن به ووالاه.
وبعد هلاك أهل مدين أرسله الله إلى أصحاب الأيكة ، والأيكة : غيضة قرب مدين ، وهي مدينة تبوك اليوم.
كان أهل الأيكة على طريق أهل مدين في عباداتهم وتصرّفاتهم ، فأخذ شعيب عليهالسلام بنصحهم وهدايتهم إلى عبادة الله ، وطلب منهم نبذ ما هم عليه من الشرك والكفر والعادات السيّئة ، فكذّبوه واستهزءوا به وسخروا منه ، واتّهموه بالسحر ، وهدّدوه بالرجم والقتل ، فلما أصرّوا على كفرهم وشركهم سلّط الله عليهم جوا حارا لمدة سبعة أيام أو تسعة أيّام حتّى غلت مياههم ، ثم أمطر الله عليهم نارا فأحرقتهم بأكملهم. كان أوّل من استعمل المكيال والميزان.
يقال : إنّه سكن مكّة المكرّمة مدّة من الزمن ، ثم رجع إلى مدين ، وبها لقيه موسى بن عمران عليهالسلام بعد فراره من فرعون مصر ، فتزوّج من ابنته صفوراء.
توفّي بمكّة ودفن بها غرب الكعبة ، ويقال : قبره بحضرموت ، ويقال : دفن في فلسطين بقرية حطين ، ويقال : قبره بمدينة تستر في بلاد فارس.
اختلف العلماء والمحقّقون في عمره ، فمنهم من قال : إنّه عاش ٢٤٢ سنة ، وقيل : ٢٥٤ سنة ، وقيل : ٤٠٠ سنة ، والله أعلم.
القرآن المجيد ونبيّ الله شعيب عليهالسلام
أمّا الآيات التي نزلت فيه فهي :