بعد معركة أحد قدم هو وجماعة من المشركين إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالوا : لا تذكر آلهتنا ـ اللات والعزّى ومناة ـ وقل : إنّ لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها ، وندعك وربّك ، فنزلت فيه وفيهم الآية ١ من سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً.)
جعله الله من جملة الكافرين في الآية ١١ من سورة محمّد : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ.)
ولكونه كان من الذين ساءت أعمالهم واتّبعوا أهواءهم في عبادة الأصنام شملته الآية ١٤ من نفس السورة : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ.)
كان من الذين يتفاخرون على غيرهم بأموالهم وأنسابهم ، فنزلت فيهم الآية ١٣ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.)
عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قال : أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : الأمر بعدك لمن؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : لمن هو منّي بمنزلة هارون من موسى ، فنزلت في أبي سفيان الآية ١ من سورة النبإ : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ.)
والآية ٢ من نفس السورة : (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ.)
والآية ٣ من السورة نفسها : (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ.)
كان أبو سفيان في كل أسبوع ينحر جزورين ، وفي إحدى المرّات جاءه يتيم فسأله شيئا ، فنهره وطرده ، فنزلت فيه الآية ١ من سورة الماعون : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ.)
والآية ٢ من نفس السورة : (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ.)
والآية ٣ من السورة نفسها : (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ.)(١)
__________________
(١). الأخبار الطوال ، ص ٢١٩ ؛ اسباب النزول ، للسيوطى ـ هامش الجلالين ـ ، ص ٢٠٥ و ٤١٦ و ٦٠٨