كانت قبل أن تتشرف بالإسلام وتسلم رأت في المنام قمرا وقع في حجرها ، فذكرت ذلك لأبيها حيي ، وكان من ألدّ خصوم النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، فضرب وجهها ضربة أثّر فيه ، وقال : إنّك لتمدين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب ، فلم يزل أثر الضربة في وجهها حتّى تزوّجها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فسألها عنه ، فأخبرته به.
في أيّام مرض النبيّ صلىاللهعليهوآله الذي توفي فيه اجتمع إليه نساؤه ، فقالت صفيّة : أما والله يا نبيّ الله لوددت أن الذي بك بي ، فغمزتها أزواج النبي صلىاللهعليهوآله ، وأبصرهنّ النبي صلىاللهعليهوآله فقال صلىاللهعليهوآله : مضمضن ، فقلن : من أيّ شيء يا نبي الله؟ قال صلىاللهعليهوآله : من تغامزكنّ بصاحبتكنّ ، والله إنّها لصادقة. كانت عائشة وحفصة يحسدانها كثيرا ، ويغاران منها ، ويستهزءان بها.
كانت توالي عثمان بن عفّان وتعطف عليه.
روى عنها جماعة كالإمام زين العابدين عليهالسلام.
في أحد الأيّام قالت عائشة وحفصة : نحن أكرم على رسول الله من صفيّة ، نحن أزواج رسول الله صلىاللهعليهوآله وبنات عمّه ، فلمّا بلغها ذلك ذكرته للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال : ألا قلت وكيف تكونان خيرا منّي وزوجي محمّد صلىاللهعليهوآله وأبي هارون عليهالسلام وعمّي موسى عليهالسلام؟
وأتت يوما إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقالت : إنّ عائشة وحفصة وغيرهنّ يعيّرنني ويقلن : يا يهودية ابنة يهوديين ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : هلا قلت : إنّ أبي هارون عليهالسلام وإن عمّي موسى عليهالسلام وإنّ زوجي محمّد صلىاللهعليهوآله.
وقيل : لما عيّرنها باليهودية شكت ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال لها : قولي لهنّ : أبي إسحاق عليهالسلام وجدّي إبراهيم عليهالسلام وعمّي إسماعيل عليهالسلام وأخي يوسف عليهالسلام.
عاشت بعد النبي صلىاللهعليهوآله مدّة حتّى توفّيت بالمدينة في شهر رمضان سنة ٥٠ ه ، وقيل : سنة ٥٢ ه ، وقيل : سنة ٤٦ ه ، ودفنت بالبقيع.
القرآن العزيز وصفيّة بنت حيي
لكثرة سخريّة وتعيير نساء النبي صلىاللهعليهوآله منها ـ وخصوصا عائشة وحفصة ـ نزلت فيها