وهلك كافرا.
القرآن المجيد وطعمة بن أبيرق
سرق المترجم له درعين وطعاما من عمّه قتادة بن النعمان وخبّأه عند زيد بن السمير اليهودي ، ولما سألوا طعمة عن الدرعين أنكرهما ، وأقسم لهم بالله بأنّه لم يأخذهما ، وليس له علم بهما ، ولمّا علم قتادة بأنّ الدرعين في دار زيد اليهودي ذهب إليه ، وطالبه بهما ، فقال اليهودي : إنّ طعمة دفعهما إليه ، وطلب زيد من قتادة أن يذهبا إلى النبي صلىاللهعليهوآله ليحكم بينهما ، فلمّا قدما على النبي صلىاللهعليهوآله وترافعا لديه نزلت الآية ١٠٥ من سورة النساء : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ ....)
ونزلت فيه الآية ١١٥ من نفس السورة : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ....)
وشملته الآية ١١٦ من نفس السورة ، أو نزلت فيه : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ....)
ونزلت فيه بعد سرقته من عمّه الآية ٣٨ من سورة المائدة : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا ....) ذهب مع جماعة من الكفّار والمنافقين إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وطلبوا منه عدم التعرض لآلهتهم التي يعبدونها ، ويعلن للناس بأنّ لها شفاعة ومنفعة لعبّادها ، فغضب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأمر باخراجهم من المدينة ، فنزلت الآية ١ من سورة الاحزاب : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ ....)(١)
__________________
(١). اسباب النزول ، للحجتي ، ص ١٤٥ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٤٧ و ٢٩٢ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٥٢ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٨ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٤٧ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٣١٦ و ٣١٧ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ؛ تفسير البحر المحيط ؛ ج ٣ ، ص ٣٤٣ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٤١٣ و ٤١٤ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢٣٥ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٩٥ و ٩٦ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٢٢٩ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٤٥٩ و ٤٦٠ ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ١٦٩ ـ ١٧١ ؛ تفسير أبى الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٤١ و ٤٢ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١١ ،