فقال بعض من كان مع الإمام عليهالسلام : يا أمير المؤمنين أتكلّم طلحة بعد مقتله؟!
فقال عليهالسلام : أما والله لقد سمع كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله يوم بدر.
وقيل في نسبه : إنّه اختصم أبو سفيان وعبيد الله بن عثمان التيمي في طلحة ، فجعلا أمرهما إلى أمّه ، صعبة ، فألحقته بعبيد الله.
في أحد الأيّام قال النبيّ صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : يا عليّ! ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا رسول الله! فمن الناكثون؟ قال صلىاللهعليهوآله :
طلحة والزبير ، سيبايعانك بالحجاز وينكثان بيعتك بالعراق ، فإذا فعلا ذلك فحاربهما ، فإنّ في قتالهما طهارة لأهل الأرض.
القرآن الكريم وطلحة بن عبيد الله
لكثرة أمواله كان يكره المشاركة في الجهاد والحروب ، فنزلت فيه الآية ٧٧ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ ....)
ونزلت فيه وفي الزبير بن العوّام وعائشة الآية ٤٠ من سورة الأعراف ، وتتحدّث عن الحرب التي سيشعلون نارها ضد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في حرب الجمل : (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ ....)
ولنفس السبب السابق شملته الآية ٢٥ من سورة الأنفال : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ.)
في أحد الأيّام افتخر على الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بأن مفاتيح البيت الحرام عنده وهو صاحب البيت ، فقال له الإمام عليهالسلام : إنّي صلّيت نحو البيت قبل الناس بستة أشهر ، وجاهدت في سبيل الله ، فنزلت فيهما الآية ١٩ من سورة التوبة : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ ....)