من زعماء وشخصيّات قريش في الجاهليّة ، وأحد حكام العرب فيها ، وقائد بني سهم في حرب الفجار ، وكان كافرا مشركا بالله وثنيّا ، بيطارا يعالج الخيل.
أدرك الإسلام ورأى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وصار من أشدّ خصوم النبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، ومن أكثر المشركين استهزاء بالنبيّ صلىاللهعليهوآله وبالعقيدة الإسلاميّة.
كان من الذين يغمزون الناس ، ويستحقرون الفقراء ، ويستخفّون بهم ، وعلى رأس الذين يؤذون النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويعذّبون المسلمين ، ووقف في وجه النبي صلىاللهعليهوآله ؛ ليمنعه من أداء رسالته.
ولم يزل يقف حجر عثرة أمام النبي صلىاللهعليهوآله حتّى هلك بالأبواء ـ بين مكّة والمدينة ـ على أثر سقوطه من ظهر حماره في أحد شعاب مكّة ، وذلك في السنة الأولى من هجرة النبي صلىاللهعليهوآله ، وقيل : هلك غير مأسوف عليه قبل الهجرة بثلاث سنوات ، وهو ابن ٨٥ سنة.
القرآن العزيز والعاص بن وائل
جاء مع جماعة على شاكلته من الكفّار والمستهزئين إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، وقالوا : يا محمد! لو جعل معك ملك يحدّث الناس ويرى معك؟ فنزلت فيه وفيهم الآية ٨ من سورة الأنعام : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ....)
وجاء يوما مع جماعة إلى النبي صلىاللهعليهوآله وسألوه عن قيام الساعة ، فنزلت فيهم الآية ١٨٧ من سورة الأعراف : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي ....)
كان المستهزءون بالنبي صلىاللهعليهوآله والمسلمين أربعة اشخاص والعاص خامسهم ، نزلت فيهم الآية ٩٥ من سورة الحجر : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ.)
وطلب هو وجماعة من المشركين من النبي صلىاللهعليهوآله أن يفجر لهم أنهارا وعيونا لكي يؤمنوا برسالته ، فنزلت فيهم الآية ٩٠ من سورة الإسراء : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً.)
وشملته الآية ٦ من سورة الكهف : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ....)