عرف بين قومه بشجاعته وبطولته وكرمه ، فكان مناديه ينادي في سوق عكاظ بمكّة : هل من جائع فنطعمه؟ أو راجل فنحمله؟ أو خائف فنؤمنه؟ ولد في نجد سنة ٧٠ وقيل : سنة ٦٧ قبل الهجرة ، ونشأ بها وتعلّم الفروسية وقال الشعر ، ففاق أقرانه فيهما ، وصار من أحذق العرب في ركوب الخيل وأجولهم على متونها حتى صار مضرب الأمثال فيه.
قاد قومه إلى جملة من الغزوات والمعارك مع قبيلتي غطفان ومذحج ، وذهبت إحدى عينيه في إحداها.
كان عقيما لا يولد له ، وكانت بينه وبين النابغة الذبياني ـ الشاعر ـ مهاجاة شديدة.
لما بزغ نور الإسلام وبعث النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله كان شيخا كبيرا ولم يسلم ، وكان من أشدّ خصوم النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين.
بعد فتح مكّة وفد على النبيّ صلىاللهعليهوآله بالمدينة المنوّرة ، واجتمع به ، وقال : يا محمد! ما لي إن أسلمت؟ فقال صلىاللهعليهوآله : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم ، ثمّ قال : تجعل لي الأمر من بعدك؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : لا ، ليس ذلك إليّ ، إنّما ذلك إلى الله ، يجعله حيث ، يشاء ، قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر؟ قال صلىاللهعليهوآله : لا ، فقال : فما ذا تجعل لي؟ قال صلىاللهعليهوآله : أجعل لك أعنّة الخيل تغزو عليها ، قال : أو ليس ذلك إليّ اليوم؟
كان من الكفّار والمعاندين الذين لعنهم النبيّ صلىاللهعليهوآله.
له ديوان شعر ، وأكثر شعره في الفخر والحماسة ، ومن شعره مفتخرا :
فانّي وإن كنت ابن فارس عامر |
|
وسيّدها المشهور في كلّ موكب |
فما سوّدتني عامر عن وراثة |
|
أبى الله أن أسمو بأمّ ولا أب |
ولكنّني أحمي حماها وأتّقي |
|
أذاها وأرمي من رماها بمنكب |
ولم يزل يعادي النبي صلىاللهعليهوآله ويقف في وجهه حتّى هلك وهو على كفره سنة ١١ ه ؛ وقيل : حوالي سنة ١٠ ه ، وله من العمر ٦٢ سنة.