عرف بسداد الرأي وغزارة العقل وكثرة الجود والكرم ، فكان يطعم الحجّاج في موسم الحجّ ، وأعتق سبعين عبدا.
كان في الجاهليّة من زعماء قريش ورؤسائهم ، وكانت إليه عمارة المسجد الحرام وسقاية الحاج.
كان من أثرياء مكّة ومن المرابين المعروفين فيها.
شهد ـ وهو كافر ـ بيعة العقبة مع النبي صلىاللهعليهوآله عند ما بايعته الأنصار ، وفي غزوة بدر الكبرى كان إلى جانب المشركين يحارب المسلمين ، فأسروه وشدّوا وثاقه وجاءوا به إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، ففدى نفسه ثم أسلم ، ويقال : إنه أسلم قبل هجرة النبي صلىاللهعليهوآله من مكّة إلى المدينة ، وكان يكتم إسلامه ، ويكتب إلى النبي صلىاللهعليهوآله أخبار قريش وغيرهم من المشركين المتواجدين في مكّة.
هاجر إلى المدينة ، وشهد مع النبي صلىاللهعليهوآله فتح مكّة وواقعة حنين.
قال أشعارا في مدح النبي صلىاللهعليهوآله ، فلما أسمعها النبي صلىاللهعليهوآله قال : لا فضّ الله فاك.
أعطاه النبي صلىاللهعليهوآله مواضع من الشام والعراق وهجر ، وكتب له كتابا فيها ، ولكنّ عمر بن الخطّاب مزّق ذلك الكتاب.
كان له عشرة من الذكور سوى الإناث ، قال له النبي صلىاللهعليهوآله يوما : ويل لذرّيتي من ذرّيتك!
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله روايات وروى عنه جماعة.
بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ولمّا غصب القوم الخلافة من الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وأجلسوه في داره وغصبوا فاطمة الزهراء عليهاالسلام حقوقها لم يحرّك العباس ساكنا ، ولم يدافع عنهما وعن مظلوميتهما.
فقد بصره في أواخر حياته ، ولم يزل حتّى توفّي بالمدينة المنورة في الثاني عشر من رجب ، وقيل : من شهر رمضان سنة ٣٢ ه ، وقيل : سنة ٣٤ ه ، وقيل : سنة ٣٣ ه ، وصلّى عليه الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ودفن بالبقيع ، وله من العمر ٨٨ سنة ، وكان أسنّ من النبي صلىاللهعليهوآله بسنتين أو ثلاث سنين.