وعيّن مكانه قيس بن سعد بن عبادة ، فانتقل إلى الشام ، والتحق بمعاوية بن أبي سفيان.
اشترك مع معاوية في وقعة صفين ، وقيل : لم يشهدها ، واعتزل الحرب.
توفّي بعسقلان من بلاد الشام ، وقيل : بعسفان في الحجاز سنة ٣٧ ه ، وقيل : سنة ٣٦ ه ، وقيل : سنة ٥٩ ه.
القرآن العظيم وعبد الله بن سعد بن أبي سرح
نزلت فيه الآية ١٣٧ من سورة النساء : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ....)
لمّا أسلم ـ وكان يحسن القراءة والكتابة ، وكان حسن الخط ـ اتّخذه النبي صلىاللهعليهوآله كاتبا من كتاب الوحي ، فلما طغى أخذ يبدّل كلمات الوحي التي كان النبي صلىاللهعليهوآله يمليها عليه ، فكان النبي صلىاللهعليهوآله يقول له : اكتب سميعا عليما ، فكان يكتب : عليما حكيما ، وإذ أمره أن يكتب : عليما حكيما كان يكتب : غفورا رحيما إلى غير ذلك من الكلمات التي كان يتصرّف فيها ويغيّرها ، فعزله النبي صلىاللهعليهوآله من كتابة الوحي. ثم أخذ يقول : لئن كان محمد صلىاللهعليهوآله صادقا فقد أوحي إليّ مثل ما أوحي إليه ، ولئن كان كاذبا فلقد قلت كما قال ، وإن كان القرآن ينزّله الله عليه فلقد أنزلت مثل ما أنزل الله ، فنزلت فيه الآية ٩٣ من سورة الأنعام : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ....)
بعد واقعة أحد جاء هو وجماعة على شاكلته من المشركين إلى النبي صلىاللهعليهوآله بعد أن أعطاهم الأمان ، فطلبوا من النبي صلىاللهعليهوآله أن لا يذكر اللات والعزّى ومناة بسوء ، ويعلن بأنّ لتلك الأصنام شفاعة ومنفعة لمن عبدها ، فإن فعل ذلك تركوه وشأنه ، فلمّا سمع النبي صلىاللهعليهوآله مطالبهم أمر بطردهم من المدينة ، ونزلت فيهم الآية ١ من سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ ....)
ولكونه كان يجامل الكفار والمشركين وينقل إليهم كبقية المنافقين أخبار وأسرار