روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله بعض الأحاديث ، وروى عنه جماعة.
كان يسكن المدينة المنوّرة ، فلما توفّي النبي صلىاللهعليهوآله انتقل إلى مكّة ، ولم يزل بها حتّى توفّي سنة ٤٢ ه ، وقيل : سنة ٤١ ه ، وقيل : توفّي بالمدينة المنوّرة ، ويقال : إنّه استشهد يوم أجنادين ببلاد الشام في السنة الثالثة عشرة للهجرة.
القرآن العزيز وعثمان بن طلحة
كان سادنا للكعبة ، فلمّا دخل النبيّ صلىاللهعليهوآله مكّة المكرّمة يوم فتحها أغلق المترجم له باب الكعبة ، وصعد إلى سطحها ، فطلب النبيّ صلىاللهعليهوآله منه مفتاحها فأبى وقال : لو علمت أنّه رسول الله لم أمنعه المفتاح ، فلوى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام يده وأخذ منه المفتاح وفتح باب الكعبة فدخل النبي صلىاللهعليهوآله الكعبة وصلّى فيها ركعتين ، فلمّا خرج الرسول صلىاللهعليهوآله من الكعبة سأله العبّاس بن عبد المطلب أن يعطيه مفتاح الكعبة ، فنزلت في عثمان الآية ٥٨ من سورة النساء : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ....)
فردّ النبيّ صلىاللهعليهوآله المفتاح إليه ، ثم أخبره الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بأنّ الآية المذكورة نزلت في حقّه ، فعند ذاك أسلم ، فجاء جبريل عليهالسلام إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقال : ما دام هذا البيت فانّ المفتاح والسدانة في أولاد عثمان ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله له : خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة ، لا يأخذها منكم إلّا ظالم.
في أحد الأيّام قال المترجم له وبنو شيبة وهم يتفاخرون على الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : نحن أفضل من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فنزلت الآية ١٩ من سورة التوبة : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.)(١)
__________________
(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢٣٦ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٣٠ و ١٣١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ٩٢ و ٩٣ ؛ أسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٣٧٢ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٦٠ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٠٧ ؛ الأغاني ، ج ١٥ ، ص ١١ ؛ امتاع الأسماع ، ج ١ ، ص ٣٨٥ و ٣٨٧ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٥٣ و ٥٤ و ٢٥٨ و ٣٦١ و ٣٨٠ ؛ أيّام العرب فى الإسلام ، ص ١٠٢ و ١٠٣ ؛