في أيّام حكومته قسّم الولايات المهمّة والمناصب الحسّاسة بين أقاربه وذويه ، أمثال : الحكم بن أبي العاص وابنه مروان بن الحكم ـ طريد رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ والوليد بن عقبة ومن على شاكلتهم من الرموز التي لم يكن لها من الإسلام أيّ نصيب ، فجعلهم يتحكمون برقاب وأموال ومقدّرات المسلمين ، ممّا دعا الناس الطعن فيه والانصراف عنه.
أمّا تصرّفاته المشينة مع الصلحاء من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله أمثال : عمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وغيرهما أشهر من أن تذكر.
ينسب إليه جمع القرآن الكريم ، واتخذ دارا للقضاء بين الناس بدل المسجد ، واستخدم الشرطة.
في أيّامه تمكّنت الجيوش الإسلاميّة من فتح الريّ وبعض حصون الروم وجزيرة قبرص وشمال إفريقية وإصطخر وفسا وبلاد متعدّدة من خراسان وكرمان وسجستان وغيرها من الأمصار والمدن.
القرآن المجيد وعثمان بن عفان
نزلت فيه الآية ٢٦٤ من سورة البقرة : (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ....)
كان هو والعباس بن عبد المطلب يتعاطيان الربا ، وكانا قد أسلفا في التمر ، فلما حضر الجداد قال صاحب التمر : لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أخذتما حظّكما كلّه ، فهل لكما أن تأخذا النصف وأضف لكما؟ ففعلا ، فلما حلّ الأجل طلبا الزيادة ، فبلغ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوآله فنهاهما ، فنزلت فيهما الآية ٢٧٨ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.) ويقال : إنّهما بعد أن سمعا تلك الآية أطاعا وأخذا رءوس أموالهما.
كان له عبد يمنعه من اعتناق الإسلام ، فنزلت فيه الآية ٧٦ من سورة النحل : (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.)
بعد انتصار النبيّ صلىاللهعليهوآله على بني النضير قام بتقسيم أراضيهم على المسلمين ، فجاء عثمان إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وطلب منه أن يكلّم النبيّ صلىاللهعليهوآله في قطعة أرض