صحابيّ جليل ، عرف بالكياسة والتدبير.
كان في الجاهلية من دهاة العرب ومن سادات قومه بالطائف ، وكان فيهم محبوبا مطاعا.
أسلم على يد النبيّ صلىاللهعليهوآله أيام صلح الحديبية ، ثم طلب من النبي صلىاللهعليهوآله أن يرجع إلى قومه ويدعوهم إلى الإسلام ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّهم قاتلوك ، فقال : أنا أحبّ إليهم من أبصارهم.
رجع إلى قومه وأخذ يدعوهم إلى اعتناق الإسلام ، ونبذ عبادة الأصنام ، فأخذوا يشاكسونه ويعاندونه ، ثم احتدم الخصام والجدال بينه وبينهم ، فأخذوا يرمونه بالنبال من كل جانب ، فأصابه سهم وقتله ، وذلك في السنة التاسعة من الهجرة.
سمعوه ـ وهو في الرمق الأخير من حياته ـ يقول : كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إليّ ، فليس فيّ إلّا ما في الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فادفنوني معهم ، فدفنوه معهم.
قال النبي صلىاللهعليهوآله في حقّه : إنّ مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه. وشبّهه النبيّ صلىاللهعليهوآله بعيسى بن مريم عليهماالسلام.
القرآن العظيم وعروة بن مسعود
نزلت فيه وفي الوليد بن المغيرة الآية ٣١ من سورة الزخرف : (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ.) والمراد من الآية عظيم من أهل مكّة ، وهو الوليد بن المغيرة أو غيره ، وعظيم من أهل الطائف ، وهو المترجم له.
ونزلت فيهما الآية ٣٢ من نفس السورة : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ....)(١)
__________________
(١). الاحتجاج ، ص ٣٠ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ١١٢ و ١١٣ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٤٠٥ و ٤٠٦ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٧٧ و ٤٧٨ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٢٧ ؛ أعلام قرآن ، ص ٦٨٠ و ٦٨١ ؛ الأغانى ، ج ١٤ ، ص ١٤٠ وج ١٩ ، ص ٧٩ ؛ أيام العرب فى الإسلام ، ص ٨١ و ٨٢ ؛ البداية والنهاية ،