ارتداده إلى الإسلام ، وقال في سجاح :
أضحت نبيّتنا أنثى نطيف بها |
|
وأضحت أنبياء الناس ذكرانا |
فلعنة الله ربّ الناس كلّهم |
|
على سجاح ومن بالكفر أغوانا |
حضر واقعة القادسيّة سنة ١٥ ه ، وقيل : سنة ١٦ ه ، ولم يزل حتّى توفّي بعد سنة ٢١ ه ، وقيل : حدود سنة ٢٠ ه.
القرآن المجيد وعطارد بن حاجب
في السنة التاسعة أو العاشرة من الهجرة جاء هو مع أشراف قومه إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو في إحدى حجرات أزواجه ، فأخذ عطارد وبعض قومه ينادون النبيّ صلىاللهعليهوآله من وراء حجرات أزواجه ، فخرج صلىاللهعليهوآله إليهم ، فطلبوا المفاخرة معه ، فسمع لهم ، فوقف المترجم له وألقى خطبة غرّاء فصيحة ، فلمّا أتمّ كلامه أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله ثاد بن قيس أن يردّ عليه ففعل ، ثمّ وقف شاعر بني تميم الزبرقان بن بدر وألقى أبياتا يفتخر فيها على النبيّ صلىاللهعليهوآله والمسلمين ، فأمر النبيّ صلىاللهعليهوآله حسّان بن ثابت أن يردّ عليه ففعل ، وبعد نقاش طويل بين النبيّ صلىاللهعليهوآله وأصحابه وبين عطارد وأعيان قومه أسلم المترجم له ومن معه من بني تميم ، وأهدى إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ثوبا من الديباج كان كسرى قد أهداه إليه.
وبعد مناداة عطارد وقومه للنبيّ صلىاللهعليهوآله من وراء حجرات أزواجه وقبل أن يسلموا نزلت فيهم الآية ٤ من سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.)
وكذلك نزلت فيهم الآية ٥ من نفس السورة : (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.)(١)
__________________
(١). الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ١٦٥ و ١٦٦ ؛ اسد الغابة ، ج ٣ ، ص ٤١١ ؛ الاصابة ، ج ٢ ، ص ٤٨٣ و ٤٨٤ ؛ الأعلام ، ج ٤ ، ص ٢٣٦ ؛ الأغاني ، ج ٤ ، ص ٨ ؛ أيام العرب في الاسلام ، ص ٢٤٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٥ ، ص ٣٨ و ٤٢ وج ٦ ، ص ٣٢٤ وج ٧ ، ص ٣٩ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ٣٢٨ ؛