كان ملازما للنبيّ صلىاللهعليهوآله قبل البعثة وبعدها لم ينفصل عنه ، وشهد معه مشاهده كلّها إلّا غزوة تبوك ، فكان صاحب رايته في حروبه وغزواته.
وكان في جميع الحروب والوقائع التي خاضها منتصرا ، فلم يبارزه أحد إلّا وقتله ، فكان سيفه وبالا على الكفّار والمشركين ، ولم يحدّثنا التأريخ بأنّه اندحر في معركة ، أو فرّ من ملحمة خاضها في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله أو بعد وفاته.
زوّجه النبيّ صلىاللهعليهوآله بأمر من السماء من ابنته فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
ولم يزل يحامي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في نشر دعوته ، ويقضي على مناوئيه من الكفّار والمشركين والمنافقين حتّى توفّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فانقلب الناس عليه إلّا العدد القليل من المؤمنين الصادقين.
وما مرّت سويعات على وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله حتّى اجتمعت شرذمة من الناس في سقيفة بني ساعدة بالمدينة المنوّرة من الذين نسوا أو تناسوا أقوال النبيّ صلىاللهعليهوآله بحقّه في حجّة الوداع وفي يوم الغدير بالذات : «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» وبمساعدة من الشيطان وبتحريض منه قرّروا غصب الخلافة منه وإعطاءها لغيره ، ولم يكتف المتآمرون في سقيفة بني ساعدة بغصب الخلافة بل هجموا على داره ، واعتدوا على زوجته فاطمة بنت النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله ذلك الاعتداء الشنيع الذي يندى له جبين التأريخ ، ثمّ أخذوا الإمام عليهالسلام بصورة بشعة ووقحة إلى المسجد النبويّ لأخذ البيعة منه لمن اغتصبه حقّه.
وبعد تلك الحوادث الرهيبة حكم باسم الخلافة أبو بكر بن أبي قحافة مدّة ، ثمّ استخلفه عمر بن الخطّاب ، ومن بعده جاء دور عثمان بن عفّان الذي تسلّط على رقاب المسلمين ، وحكم مدّة ثمّ قتلوه ، وبعد مقتله ولّوا الإمام عليهالسلام الخلافة يوم الثلاثاء لسبع ليال بقين من ذى الحجّة ، أو يوم السبت الثامن عشر منه ، أو الخامس والعشرين منه سنة ٣٥ ه ، فبايعه المهاجرون والأنصار وسائر الناس ، ولم يتخلّف عن بيعته إلّا بعض شذّاذ الآفاق كمروان بن الحكم ، وسعيد بن العاص ، والوليد بن عقبة.
لمّا كان الإمام عليهالسلام أنموذجا حيّا للحقّ والتقى والمساواة في جميع تصرّفاته بحيث لا تأخذه في الله لومة لائم ، وكان أكثر الناس يومئذ يميلون إلى جهة الباطل ،