لما كان في بابل كان يكثر القدوم إلى مسجد السهلة بالكوفة ؛ للعبادة ، وفيه كان يخيط الثياب.
كانت أوامر وتشريعات السماء تنزل عليه على هيئة صحف عرفت بصحف إدريس ، وكان عددها ٤٢ صحيفة ، وقيل : ٣٠ ، وقيل : ٢٩ ، فكانت مملوّة بالآداب والمواعظ المفيدة والإرشادات النافعة ، والحكم والنصائح القيّمة ، ويقول المحققون : إنّ جميعها ألقيت في البحر وتلفت.
كان يحفظ على ظهر الغيب صحف آدم عليهالسلام وصحف شيث عليهالسلام وصحفه الخاصة به ، وكان يدرّسها للناس.
تزوّج من هدانة ، وقيل : اذانة بنت باويل بن محويل بن خنوخ ، فأنجبت له ولدا سمّي متوشالخ ، وكان عمر إدريس عليهالسلام يومئذ ٣٠٠ سنة.
لشدّة إيمانه بالله وصلاحه حسده إبليس ، فرفعه الله مكانا عليّا ، وأدخله الجنة وهو حيّ ، وقيل : قبض ملك الموت روحه في طبقات السماء.
اختلفت الروايات في مدة حياته ، فمنهم من قال : إنّه عاش ٣٦٥ سنة ، وقيل :
٣٠٠ سنة ، وقيل : ١٦٥ سنة ، وقيل : ٨٢ سنة ، والله أعلم بحقائق الأمور.
استخلفه وقام مقامه في النبوّة ابنه متوشالخ.
هناك قصص وخرافات تدور حول شخصيّة إدريس عليهالسلام يذكرها اليهود في كتبهم أعرضنا عنها.
القرآن المجيد وإدريس عليهالسلام
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) مريم ٥٦.
(وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) مريم ٥٧.
(وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) الأنبياء ٨٥. (١)
__________________
(١). اثبات الوصية ، ص ١٧ ـ ١٩ ؛ الأخبار الطوال ، ص ١ ؛ أخبار العلماء باخبار الحكماء ، ص ٢ ؛ الاختصاص ، ص ٤٨ و ٢٦٤ ؛ الأصنام ، ص ٥٢ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلى ، ص ٨٢ ـ ٩٢ ؛ امالى الطوسى،