القادة والأتباع ، وقال صلىاللهعليهوآله : «أمّا الأتباع فلا تصيب اللعنة مؤمنا ، وأمّا القادة فليس فيهم مؤمن ولا نجيب ولا ناج» وكان النبيّ صلىاللهعليهوآله يسمّيه : «الأحمق المطاع».
وبعده وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله ارتدّ وتبع طليحة الأسديّ وقاتل معه ، وكان يقول : نبيّ من أسد وغطفان أحبّ إلينا من نبيّ من قريش ، وقد مات محمّد صلىاللهعليهوآله وطليحة حيّ ، ولم يزل يقاتل حتّى ألقوا القبض عليه وأسروه ، فحملوه إلى أبي بكر بن أبي قحافة ، فكان صبيان المدينة يقولون له وهو أسير : يا عدوّ الله! أكفرت بعد إيمانك؟ فيقول : ما آمنت بالله طرفة عين. وبعد أن أدخلوه على أبي بكر أسلم فأطلق سراحه ، ولم يزل بعد أبي بكر حتّى فقد بصره وعمي.
وفي أيّام حكومة عمر بن الخطّاب طلب من ابن أخيه الحرّ بن قيس أن يدخله على عمر ، فقال الحرّ : أنا أخاف ان تتكلّم بكلام لا ينبغي ، فقال عيينة : لا أفعل ، فأدخله على عمر ، فقال عيينة : يا ابن الخطّاب! والله ما تقسم بالعدل ولا تعطي الجزل ، فغضب عمر غضبا شديدا حتّى همّ أن يوقع به.
أدرك حكومة عثمان بن عفّان ، وتوفّي في أواخر حكومته.
القرآن المجيد وعيينة بن حصن
ولكثرة نفاقه نزلت فيه الآية ٩١ من سورة النساء : (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها ....)
جاء مع الأقرع بن حابس إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وطلبوا منه أن يطرد المستضعفين من المؤمنين من مجلسه ، أمثال : عمّار بن ياسر وبلال الحبشيّ والمقداد الكنديّ ، وقالوا : إنّا من أشراف قومنا ، وإنّا نكره أن يرونا معهم ، فاطردهم إذا جالسناك ، فنزلت الآية ٥٢ من سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ....)
ونزلت فيه وفي أعوانه الآية ١٠١ من سورة التوبة : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ ....)
في أحد الأيام دخل على النبيّ صلىاللهعليهوآله وعنده سلمان الفارسيّ وعليه كساء من صوف