نجران باليمن.
بعد رجوع النبيّ صلىاللهعليهوآله من الإسراء والمعراج نزل في بيتها ، وقصّ عليها ما شاهده في رحلته ، فقالت : بأبي أنت وأمّي لا تذكر هذا القريش فيكذّبوك.
وعند فتح مكّة أجارت حموين لها ، وهما : عبد الله بن أبي ربيعة والحارث بن هشام وكانا مشركين ، فأراد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قتلهما ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «يا عليّ! قد أجرنا من أجارت أمّ هانئ». روت عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أحاديث ، وحدّث عنها جماعة.
لشدّة إيمانها وعظمة شأنها شهد لها النبيّ صلىاللهعليهوآله بالجنّة توفّيت في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقيل : بعد وفاته ، وقيل في عهد معاوية بن أبي سفيان ، وقيل : بعد سنة ٤٠ ه ، وقيل : كانت على قيد الحياة عند ما خرج الإمام الحسين عليهالسلام من المدينة إلى كربلاء سنة ٦٠ ه ، وحضرت توديعه.
القرآن المجيد وأمّ هانئ بنت أبي طالب عليهاالسلام
بعد أن فرّق الإسلام بينها وبين زوجها خطبها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقالت معتذرة : إنّك أحبّ إليّ من سمعي وبصري ، ولكنّ حقّه عظيم ، وأنا مؤتمة ـ أي صاحبة أيتام ـ فإن قمت بحقّه خفت أن أضيّع أيتامي ، وإن قمت بأمرهم قصّرت عن حقّه. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ، أحناها على ولد في صغره ، وأرعاها على بعل في ذات يده» فنزلت الآية ٥٠ من سورة الأحزاب : (إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ ....)(١)
__________________
(١). الأخبار الطوال ، ص ١٧٣ ؛ الاختصاص ، ص ١٥١ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ص ٦١٨ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٤ ، ص ٥٠٣ و ٥٠٤ ؛ اسد الغابة ، ج ٦ ، ص ٥١٥ و ٥٢٥ و ٦٢٤ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٥٠٣ ؛ الأعلام ، ج ٥ ، ص ١٢٦ ؛ أعلام النساء ، ج ٤ ، ص ١٤ ـ ١٦ ؛ أعلام النساء المؤمنات ، ص ٤٨٧ ـ ٤٨٩ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٣ ، ص ٤٨٨ ؛ أنساب الاشراف ، ج ١ ، ص ٣٦٢ و ٤٥٩ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ بهجة الآمال ، ج ٧ ، ص ٥٧١ و ٥٧٢ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) راجع فهرسته ، و (المغازي) ، ص ٥٥٥ ، و (عهد معاوية بن أبى سفيان) ، ص ٣٤٥ و ٣٤٦ ؛