كان يعبد الأصنام ، وقيل : كان من عبّاد البقر ، وعمّر طويلا حتّى جاوز ٤٠٠ سنة ، وادّعى الربوبيّة ، وأشرك بالله عزّ اسمه.
ومن آثاره في البلاد المصريّة مدينة عين شمس التي بنت في أيّامه.
والقرآن الكريم تكرّرت فيه كلمة فرعون ، وكلّها تعني فرعون المعاصر لكليم الله موسى عليهالسلام ، وهو الوليد بن مصعب.
كان المنجّمون والسحرة قد أخبروا الوليد بأنّ رجلا سيولد من بين أظهر الإسرائيليّين ، ويكون ناجيا ومخلّصا لهم من بطشه وسطوته ، ويكون سببا للقضاء على حكمه وجبروته ، فصمّم الوليد على قتل جميع الذكور الذين يولدون للإسرائيليّين ؛ لكي يتخلّص ممّن يطيح بتاجه وملكه.
في هذه الفترة العصيبة ولد موسى بن عمران عليهالسلام ، فأمر الله أمّه بأن تضعه في صندوق محكم وترمي به في نهر النيل ، فنفّذت أمّ موسى عليهالسلام ما أمرت به ، فأخذت أمواج النهر تتقاذفه هنا وهناك إلى أن أخرجوه من الماء وحملوه إلى بلاط الوليد ، فلمّا رأته زوجة فرعون آسية بنت مزاحم ، وكانت مؤمنة بالله موحّدة له ، قذف الله حبّ موسى عليهالسلام في قلبها ، فأمرت بحضانته وتربيته على أحسن وجه ، ولم يزل موسى عليهالسلام يترعرع في البلاط الفرعونيّ ، وتظهر منه بواد الإيمان بالله وتوحيده ، مخالفا بذلك فرعون الذي يدّعي الألوهيّة ؛ واستمرّت الحال بموسى عليهالسلام كما سنذكر ذلك في ترجمة حياته.
ولم يزل موسى عليهالسلام يلقي الحجج والبراهين على الوليد عسى أن يجرّه إلى جادّة الإيمان بالله وتوحيده ، ويصرفه عن إلحاده وفساده وتجبّره ، فلمّا تأكّد من إلحاح فرعون على الكفر والشرك والطغيان طلب من الله سبحانه أن يهلكه ومن آمن به ، فلبّى الله طلبه وأغرق الوليد وأشياعه وعساكره في البحر ، فلم ينج أحد منهم.
وكان لمّا غرق في البحر مدجّجا من رأسه إلى قدمه بالحديد ، فلمّا هلك أخرجه الله إلى اليابسة ليشاهده الناس ، ويكون عبرة لمن يحكم من بعده من الطغاة والمفسدين ، والموضع الذي هلك فيه كان بالقرب من السويس بمصر.