وعلى أثر تلك الجريمة النكراء غضب الله على ثمود ، وبعث عليهم جبرئيل عليهالسلام ، فصاح بهم صيحة قضت عليهم في طرفة عين ، وماتوا بأجمعهم ، ثمّ أرسل سبحانه عليهم نارا من السماء فأحرقت جثثهم.
وهناك رواية أخرى تقول : كانت امرأة بين قوم ثمود يقال لها : «ملكاء» وكانت قد ملكتهم ، فلمّا بعث الله صالحا عليهالسلام إلى ثمود وصار الناس إليه حسدته ، فاستدعت امرأتين من ثمود ، الأولى تدعى «قطام» وكانت معشوقة المترجم له ، والثانية وتدعى «قبال» وكانت معشوقة «مصدع» وكان الرجلان يجتمعان معهما في كلّ ليلة ويشربون الخمر ، فقالت «ملكاء» للمرأتين : إن أتاكما الرجلان فلا تطيعاهما ، وقولا لهما : لا نطيعكما حتّى تعقرا ناقة صالح عليهالسلام ، فلمّا أتياهما قالتا لهما مقالة الملكة ، فانطلق المجرمان قدار ومصدع وأصحابهما السبعة فقتلوا الناقة ، فاستحقّوا الهلاك والعذاب.
ويقال : إنّ المترجم له في أحد الأيّام كان جالسا مع جماعة يريدون شرب الخمر ، فطلبوا ماء ليمزجوه بشرابهم ، وكان ذلك اليوم شرب الناقة ، فوجدوا الماء قد شربته الناقة ، فأزعجهم الأمر ، فقال قدار : هل لكم في أن أعقرها لكم؟ قالوا : نعم ، فأقدم على جريمته وعقرها.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : «من أشقى الأوّلين؟» قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «عاقر الناقة» ثمّ قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «صدقت ، فمن أشقى الآخرين؟» قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «لا أعلم يا رسول الله» ، قال صلىاللهعليهوآله : «الذي يضربك على هذه» وأشار إلى يأفوخه.
القرآن الكريم وقدار بن سالف
أمّا الآيات التي شملته فهي :
الأنعام ٤٩ (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ.)
الأعراف ٧٧ (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ....)