والعقل والجود ، وكان في الجاهليّة يعرف بالغدر ، فكانت العرب تقول : أغدر من قيس ابن عاصم.
كان شاعرا فارسا شجاعا كثير الغارات ، وأحد الذين وأدوا بناتهم في الجاهليّة ، وحرّم الخمر على نفسه ، ومن شعره في ذلك قوله :
رأيت الخمر صالحة وفيها |
|
خصال تفسد الرجل الحليما |
فلا ـ والله ـ أشربها صحيحا |
|
ولا أشفي بها أبدا سقيما |
وفد على رسول الله صلىاللهعليهوآله في وفد بني تميم سنة ٩ ه وأسلم ، ولمّا رآه النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «هذا سيّد أهل الوبر».
ولّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله والزبرقان بن بدر على صدقات سعد بن زيد مناة ، وقيل : ولّاه على صدقات مقاعس والبطون.
في أواخر حياته سكن البصرة حتّى توفّي بها حدود سنة ٢٠ ه ، وكان له ثلاثة وثلاثون ولدا.
القرآن العظيم وقيس بن عاصم
جاء جماعة من جفاة بني تميم والمترجم له من جملتهم إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فدخلوا المسجد فنادوا النبيّ صلىاللهعليهوآله من وراء حجرته : يا محمّد اخرج إلينا فإنّ مدحنا زين وإنّ ذمّنا شين فلمّا سمعهم النبيّ صلىاللهعليهوآله خرج عليهم وهو يقول : «إنّما ذلكم الله الذي مدحه زين وذمّه شين» فقالوا : نحن ناس من بني تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت» إلى آخر الحديث ، فنزلت فيه وفي جماعته الآية ٤ من سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.)(١)
__________________
(١). ادباء العرب ، للبستاني ، ج ١ ، ص ٨٠ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣٢٥ ـ ٣٢٨ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٣ ، ص ٢٣٢ و ٢٣٤ ؛ اسد الغابة ، ج ٤ ، ص ٢١٩ ـ ٢٢١ ؛ الاشتقاق ، ص ٥٥ و ١٢٣ و ٢٥١ و ٢٥٤ و ٣٥٩ ؛ الاصابة ، ج ٣ ، ص ٢٥٢ و ٢٥٤ ؛ الأعلام ، ج ٥ ، ص ٢٠٦ ؛ الأغانى ، ج ١٢ ،