الأمر ، فثبت لديه بأنّ مابور خصيّ ، فأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك. فنزلت في حقّ مارية تنزيها لها من التهمة الآية ١١ من سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ...)
وبعد أن قذفتها عائشة بالفاحشة كما ذكرناه أعلاه نزلت فيها الآية ٢٣ من سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ.)
ولنفس السبب السابق نزلت الآية ٢٤ من نفس السورة : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ.)
وللسبب نفسه نزلت فيها الآية ٦ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ.)
في أحد الأيّام واقعها النبيّ صلىاللهعليهوآله في بيت حفصة بنت عمر ، فانزعجت حفصة من ذلك ، فطلب منها النبيّ صلىاللهعليهوآله أن لا تخبر أحدا بذلك ، وأخبرها بأنّه قد ظاهر مارية ، فأسرعت حفصة إلى عائشة وأخبرتها بالأمر ، فنزلت الآية ١ من سورة التحريم : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ ....)
وللسبب نفسه نزلت الآية ٣ من نفس السورة : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً ....)(١)
__________________
(١). أسباب النزول ، للحجّتي ، ص ١٢٩ و ١٣٠ و ١٣٧ ؛ أسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ٢٣٣ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣٦٧ و ٣٦٩ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ـ ٤١٣ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٥٤٣ و ٥٤٤ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٤٠٤ و ٤٠٥ ؛ الأعلام ، ج ٥ ، ص ٢٥٥ ؛ أعلام قرآن ، ص ٥٤٣ و ٥٤٤ و ٧٠٠ ؛ أعلام النساء ، ج ٥ ، ص ١٠ و ١١ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ١٦ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ٣٧٤ وج ٥ ، ص ٢٥٤ و ٢٥٥ و ٢٥٨ و ٢٦١ و ٢٦٤ و ٢٦٥ وراجع فهرسته ؛ تاج العروس ، ج ١٠ ، ص ٣٤١ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) ، ص ٣٤ و ٥٩٧ و (المغازي) ، ص ٤٤٥ ، و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ١٦٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٨٧ و ٨٨ ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ١٤٧ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٤١٨ ؛ تاريخ أبى الفداء ، ج ٢ ، ص ٤٦