هاجر إلى المدينة ، وشهد بدرا وأحدا.
كان من أمراء السرايا ، وكان رجلا شديدا يحمل الأسرى من مكّة إلى المدينة.
آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بينه وبين أوس بن الصامت.
في يوم بدر كان راكبا فرسا يقال له : السبل.
في شهر صفر سنة ٤ ه ، وقيل : سنة ٣ ه وبعد واقعة الرجيع طلب جماعة من أهل الرجيع ـ وهو ماء لهذيل ـ من النبيّ صلىاللهعليهوآله بأن يرسل إليهم من يفقّههم في الدين ويعلّمهم شرائع الإسلام ، فأرسل إليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله جماعة ، وأمّر عليهم المترجم له ، فلمّا وصلوا إلى الرجيع غدروا بهم ، واستصرخوا عليهم بني لحيان ، فقتلوا مرثدا.
وبعد مقتله رثاه وأصحابه حسّان بن ثابت بقوله :
صلّى الإله على الذين تتابعوا |
|
يوم الرجيع ، فأكرموا وأثيبوا |
رأس السريّة مرثد وأميرهم |
|
وابن البكير أمامهم وخبيب |
القرآن العزيز ومرثد الغنويّ
بعثه النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى مكّة ليخرج أناسا من المسلمين كانوا قد أسروا بها ، فلمّا دخلها قدمت عليه عناق القرشيّة ، وكانت امرأة كافرة زانية ، وعلى جانب كبير من الحسن والجمال ، وكان يأتيها في الجاهليّة ويهواها ، فلمّا أسلم تركها ، فأتته قائلة : ويحك يا مرثد! ألا نخلو؟ فقال لها : إنّ الإسلام قد حال بيني وبينك ، وحرّمه علينا ، ولكن إن شئت تزوّجتك ـ إذا رجعت إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله استأذنته في ذلك ثمّ تزوّجتك ـ فقالت له : أنت تتبرّم ، ثمّ استغاثت عليه ، فضربوه ضربا مبرّحا ، ثمّ خلوا سبيله ، فلمّا رجع إلى المدينة أعلم النبيّ صلىاللهعليهوآله بما كان من أمره مع عناق ، ثمّ سأل النبيّ صلىاللهعليهوآله قائلا : يا رسول الله! أيجوز لي الزواج منها؟ فنزلت الآية ٢٢١ من سورة البقرة : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ ....)(١)
__________________
(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ص ١٥٨ ؛ أسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ٣٦ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٦٥ و ٦٦ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ٣ ، ص ٤٢٩ ـ ٤٣٣ ؛