هاجر إلى المدينة المنوّرة بعد العقبة الأولى ، وأخذ يعلّم الناس القرآن والصلاة ويفقّههم في الدين ، فكان أهل المدينة يسمّونه بالمقرئ.
كان أوّل من صلّى بالناس جماعة.
شهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله واقعة بدر الكبرى ، وفي سنة ٣ ه اشترك في واقعة أحد ومعه لواء النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فحارب محاربة الأبطال حتّى استشهد في الحادي عشر من شهر شوّال من نفس السنة ، وعمره يوم وفاته كان أربعين عاما ، قتله ابن قمئة الليثيّ.
القرآن المجيد ومصعب بن عمير
في معركة أحد لمّا أصيب هو وحمزة بن عبد المطّلب وشاهدا ما رزقهما الله من الخير قالا : ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الخير كي يزدادوا في الجهاد رغبة ، فنزلت الآية ١٦٩ من سورة آل عمران : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.)
وشملته الآية ١٧٠ من نفس السورة : (فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ...) والآية ١٧١ من السورة نفسها : (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ.)
ونزلت فيه وفي أصحابه من المسلمين الآية ٢٣ من سورة الأحزاب : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ....)
وبعد أن قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد نزلت فيه الآية ٢٢ من سورة المجادلة : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ ....)(١)
__________________
(١). أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١١٠ و ٣٤٩ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ٣ ، ص ٤٦٨ ـ ٤٧٢ ؛ اسد الغابة ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ـ ٣٧٠ ؛ الاشتقاق ، ج ١ ، ص ٩١ و ١٥٦ ؛ الاصابة ، ج ٣ ، ص ٤٢١ و ٤٢٢ ؛ الأعلام ، ج ٧ ، ص ٢٤٨ ؛ الأغاني ، ج ١٤ ، ص ١٥ و ١٩ ؛ أيام العرب في الاسلام ، ص ٣٥ و ٣٦ و ٤٢ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ٩٦ و ٩٧ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ٣٣ ؛ تاريخ الاسلام ، (السيرة النبوية)