عفا الله عنهم.
أمّا السامريّ فعاقبه الله بالتألّم من مسّ أيّ إنسان له.
وبعد أن تخلّص موسى عليهالسلام من السامريّ وعجله صدرت الأوامر السماويّة إليه بأن يذهب ببني إسرائيل إلى فلسطين ، ويخلّصها من الجبابرة والعتاة من الكنعانيّين والحيثانيّين والفزاريّين وغيرهم الذين كانوا قد استعمروها ، فعرض الأمر على قومه وكانوا قد وصلوا بالقرب من مدينة أريحة الفلسطينيّة ، لكنّه خافوا وجبنوا وأبوا الرضوخ لأوامره ، واتّهموه زورا بإصابته ببعض الأمراض الخبيثة ، وكان من بين المعاندين الأشدّاء له ابن عمّه قارون الذي كان على دين فرعون ، وداثان وأبيرام ابنا الياب ، واون بن فالت ، وكانوا عصبة شرّيرة يؤلّبون الإسرائيليّين عليه ، ويقاومونه بشتى الوسائل ، ويتآمرون عليه وعلى أخيه هارون ، فشكاهم موسى عليهالسلام إلى الله فاستجاب الله لشكواه ، فحرّم الله عليهم دخول مدينة أريحة ، وسلّط عليهم التيه ، فتاهوا في الصحاريّ والبواري في مصر ، وبقوا في تيههم ٤٠ سنة ، ثمّ أبادهم بالصواعق والزلازل.
أمّا بالنسبة إلى بقرة بني إسرائيل فتتلخّص بما يلي :
كان في بني إسرائيل شيخ كبير السنّ ذو ثروة طائلة ، وكان له أبناء أخ ينتظرون موته ليرثوه ، ولمّا طال انتظارهم أقدم أحدهم على قتله ليلا ، وألقاه في مفترق طرق ، فلمّا أصبح الإسرائيليّون اختصموا فيه ، فجاء ابن أخيه القاتل يصرخ ويبكي ويتظلّم ، فشكا أمر قتل عمّه إلى موسى عليهالسلام ليظهر القاتل ، فسأل موسى عليهالسلام ربّه في ذلك ، فأوحى الله إليه بأن يقوم بنو إسرائيل بذبح بقرة ذات مواصفات خاصّة ، وبعد أن ذبحوها جاء الوحي يأمرهم بأن يضربوا جثّة الشيخ القتيل ببعض أجزاء البقرة المذبوحة ، وبعد أن نفّذوا أمر السماء أحيا الله الشيخ ، فسأله موسى عليهالسلام عن قاتله ، فأجاب بأنّ قاتله هو ابن أخيه الذي كان يبكي ويتظلّم وذكر اسمه.
أمّا قصّته مع الخضر عليهالسلام فهي كما يلي بايجاز :
في أحد الأيّام ادّعى موسى عليهالسلام أنّه أعلم الناس طرّا ، فعاتبه الله على ذلك وقال :