ومطلق الكمال لله وحده لا شريك له ، وما دونه من الممكنات مشوب بالنقص ، ولمّا كان الكمال مطلوباً كما جعل الله ذلك في جبلّة الإنسان ، فجعل كمال الرجل بالمرأة ، وكمال المرأة بالرجل ، فكلّ واحد يكمّل الآخر ، ولكلّ واحد جهازه الخاصّ وخلقته الخاصّة ، والله سبحانه يكمل عقل الرجل بعواطف وأحاسيس المرأة ، كما يكمّل عواطف المرأة بعقل الرجل ، فما ورد من نقص حظوظهن أو عقولهن أو إيمانهن ، إنّما بهذا الاعتبار ، فلا فضل للرجل على المرأة ، ولا المرأة على الرجل إلّا بالتقوى ، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ، وكما الرجال أُمروا بالعبادات فكذلك النساء ، وكما للرجل أن يصل إلى مقام الولاية الإلهية فيكون وليّ الله ، كذلك المرأة بتربيتها تكون وليّة الله كمريم العذراء ، إلّا أنّه إنّما لا تستلم مناصب المرجعية والقيادة والإمامة العامّة والخاصّة وما شابه ، لما تحمل من صفات خاصّة كالعواطف الشفّافة والأحاسيس المرهفة ، فلا تتناسب هذه المسئوليات الخطرة والمناصب الحسّاسة مع خلقتها وطبيعتها ، كلّ ذلك تمشية للنظام التكويني والاجتماعي على ما يرام ، وما فيه البقاء والديمومة.
ومنها : ما ورد في النهي عن إمامة النساء لجماعة الرجال ، وإن كانت المرأة يجوز لها أن تؤمّ النساء (١).
ووجه الاستدلال واضح ، فإنّه إن لم يحقّ للمرأة أن تؤمّ الرجل في صلاته ، فبطريق أولى لا يحقّ للرجل أن يرجع إليها في التقليد والفتاوى.
__________________
(١) الوسائل : أبواب ١٩ و ٢٠ و ٢٣ من أبواب صلاة الجماعة.