قلت : هذا ليس مما نحن فيه ، إذ لا نقول برفع الحدث عن أعضاء الوضوء من دون باقي البدن ، ولا رفع هنا حقيقة ، وانما هو تعبد محض. أو لوقوع النوم على الوجه الأكمل بغسل هذه الأعضاء.
والظاهر أن تعقب ريح أو بول لا ينقضه ، إذ (١) لم يجعل رافعا للحدث الأصغر ؛ فيقال فيه : أين معنا وضوء لا ينقضه الحدث (٢)؟
قاعدة ـ ١٧٨
يجب انحصار المبتدأ في خبره ، نكرة كان أو معرفة (٣) ؛ إذ الخبر لا يجوز أن يكون أخص ، بل (٤) مساويا أو أعم ، والمساوي منحصر في مساويه ، والأخص منحصر في الأعم.
فإن قلت : قد فرقوا بين (زيد عالم) وبين (زيد العالم) فجعلوا الثاني للحصر دون (٥) الأول ، فكيف يتوجه الإطلاق؟
قلت : الحصر الّذي أثبتناه على الإطلاق هو حصر يقتضي نفي النقيض ، والّذي نفوه عن النكرة هو الحصر الّذي ينتفي معه (٦) النقيض والضد والمخالف ؛ لأن قولنا : (زيد عالم) ، يقتضي حصر
__________________
(١) في (ك) : إذا. وفي (م) : إن.
(٢) فيلقون هذا الوضوء ـ كما يقول القرافي ـ لغزا على الطلبة. الفروق : ٢ ـ ١١٤.
(٣) انظر هذه القاعدة في ـ الفروق ، للقرافي ، : ٢ ـ ٤١ ـ ٤٧.
(٤) في (ح) زيادة : لا بد وأن يكون.
(٥) في (ح) و (أ) و (م) : لا.
(٦) في (ك) و (أ) و (م) : مع.